أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حرص السعودية على أن تقدّم نموذجاً يقتدى لحماية الحقوق والحريات المشروعة وتحقيق الرفاه والتنمية الشاملة للمجتمع، بما يتوافق مع القيم الإسلامية، ويحافظ على الأمن المجتمعي والتآلف بين أفراده، ويعزز التمسك بدينه والثقة والوئام بين المواطن والمسؤول.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابةً عنه، الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، أمس، في افتتاح المؤتمر الدولي الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي، بعنوان «الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحكمات الشريعة» في مكة المكرمة.

وقال خادم الحرمين: «إن حرية التعبير التي يناقش مؤتمركم الاتجاهات الفكرية بينها وبين محكمات الشريعة، إنما هي فرع أصيل من المفهوم الكلي للحرية المشروطة في الإسلام، حيث خلق الله الناس أحراراً، وتفضل عليهم بنعمه فأكرمهم، ولا شك أن من كرامة الإنسان أن يكون من حيث الأصل حراً في التصرف والاختيار، كما أن شريعتنا الإسلامية الغراء قضت بحفظ دم الإنسان وماله وعرضه، فحررته من كل عبودية، عدا عبوديته لخالقه».

وأضاف: «شهدنا في الآونة الأخيرة العديد من السجالات والتجاذبات واللغط حول حرية التعبير، خاصة في الفضاء الفكري المفتوح بلا ضوابط، ونحن نؤمن بسعة الشريعة الإسلامية وحفظها للحقوق والحريات المشروعة، إلا أنه يتحتم علينا الالتزام بهديها الحكيم في مواجهة المحاذير الخطرة التي يعجّ بها هذا الفضاء، ضماناً لسلامة منهج أمتنا».