في كل سنة يستمر فيها الصراع في سوريا، تخسر سوريا الآلاف من الأطفال في ظل انعدام الأمن الذي أجهز على الفرص التعليمية بالبلاد. فمأساة التعليم بدأت تأخذ أبعاداً كبيرة، سواء في دول اللجوء أو المناطق التي تسيطر عليها المعارضة أو النظام.

ذلك أن غياب الأمن أثر بشكل خطير على المجال التعليمي، وتهدد بمستقبل مجهول لمئات الآلاف من الأطفال وسط مخاطر أن يسهل هذا الأمر عمل التنظيمات الإرهابية في المستقبل لتجنيد المقاتلين من هؤلاء.

ويؤكد رئيس الحكومة السورية المؤقتة الدكتور جواد أبو حطب في تصريح لـ«البيان» أن عدد المدارس في المناطق المحررة 5000 مدرسة، جرى تدمير 2700 مدرسة خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن هذه المدارس المدمرة تعمل على استيعاب 750 ألف طالب.

وقال أبو حطب إن الحكومة المؤقتة لم تتلق حتى الآن الدعم الدولي، إلا أن هناك مؤسسات وطنية تتولى دعم الجانب التعليمي العالي أو ما قبله، مناشداً المنظمات الدولية والدول الصديقة الدعم من أجل ألا يضيع على أطفال سوريا الحق التعليمي.

ولفت إلى أن الاحتياجات البشرية من معلمين ما زالت قائمة، من أجل النهوض بالجانب التعليمي، موضحا أن هذا الأمر يتطلب دعما ماليا كي لا يقع قطاع التعليم في خطر، خصوصا وأن راتب المعلم لا يتجاوز 100 دولار أميركي، وهي بطبيعة الحال لا تكفي للحياة في ظل يوميات الحرب، التي أثرت على كل مناحي الحياة.

أعمار غير مناسبة

وأشار إلى هناك خطة أعدتها الحكومة المؤقتة من أجل النهوض بالخطة التعليمية، خصوصا وأن هناك طلاب تأخروا عن المدرسة سنتين وأصبحت أعمارهم لا تتناسب مع المنهج الدراسي. وكشف أبو حطب أن هناك 25 معهدا تعليميا لإعداد المدرسين تحت إشراف الحكومة المؤقتة، وقد تم بالفعل تخريج حوالي 1020 مدرساً من هذه المعاهد، على أمل أن يتم رفع هذا العدد في الأشهر المقبلة لسد النقص الحاد في مجال التعليم.

لافتا إلى أن التكلفة المالية هي التي تقف عائقا أمام مشاريع وخطط الحكومة المعارضة. وتوقع رئيس الحكومة المؤقتة أن يتم تجاوز المشكلات التعليمية وسد النقص البشري والمادي، في غضون عامين إذا ما تحصلت الحكومة على الدعم المالي.

800 ألف طالب

من جهته، قال وزير التعليم في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور عماد برق في تصريح لـ«البيان» إن هناك ما يقارب 800 ألف طالب تضرروا من تدمير وتضرر المدارس في المناطق المحررة وهم خارج المدارس ومنقطعون منذ سنة فأكثر بسبب قصف مدارسهم. مؤكدا أن الحكومة المؤقتة تقوم بتأمين الدعم من خلال التواصل مع منظمات مجتمع مدني تعمل في مجال دعم التعليم.

وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم هي الجهة المشرفة على العملية التعليمية في المناطق المحررة من خلال مديريات التربية والتعليم في تسع محافظات في المناطق المحررة.

المدارس التركية

بدورها، قالت الناشطة في مجال التعليم عبير صالح، إن أعداد الطلبة السوريين في تزايد مستمر في المدارس التركية، لافتة إلى أن حجم الضغط على المدارس التركية أدى إلى توزيع الحصص التعليمية بين الفترة الصباحية والمسائية.

وأضافت في تصريح لـ«البيان» إن الجهات التركية عمدت لمحاولة دمج الطلبة السوريين بالمدارس التركية من أجل تجاوز مشكلة اللغة، وأشارت إلى أن الحكومة التركية تتولى مسألة تعليم الطلبة السوريين على أراضيها، في المدارس التركية وتقدمت بحلة تأهيلية للمدرسين للتعامل الخاص مع الطلبة السوريين، خصوصا الذين جاؤوا من مناطق الحرب.

اندماج

يعاني اللاجئون السوريون من مشكلة الاندماج في المجتمعات التي يحلون عليها، ففي تركيا تبقى مشكلة اللغة عائقا صعبا في التعليم، خصوصا هؤلاء الذين تجاوزوا سنتين أو ثلاثاً، الأمر الذي يؤخرهم في التحصيل العلمي، فضلاً عن البيئة الاجتماعية التي ترفض تعليم اللاجئين، وهذا ما حذرت منه منظمات لبنانية.

جحيم القنص

إلى جانب تدمير المرافق التعليمية في سوريا، فإن العديد من المدارس غير المتضررة بقيت خالية من الطلاب بسبب فقدان الأمان على الطرق بين منازلهم وبين المدارس. وكلمة السر في انعدام الأمان هي «القناصون» الذين يرصدون الطرق القريبة من خطوط التماس، وغالباً لا يميزون بين طفل وامرأة ومقاتل، حيث رصدت عشرات الصور لجثث أطفال ونساء قضوا برصاص القناصة في شوارع حلب.

5.000

يبلغ عدد المدارس المتضررة في سوريا منذ بداية الأزمة خمسة آلاف مدرسة، مع وجود حوالي 17486 مدرسة تستوعب حاليًا أربعة ملايين و250 ألف طالب. وبلغت المدارس المدمرة ذروتها في محافظة إدلب، بحدود 772 مدرسة، تلتها حلب 301 مدرسة، فيما تستخدم 1889 مدرسة كمراكز لإيواء النازحين.

مدارس الكهوف

حلت الكهوف والأقبية مكان المدارس والحصص الدراسية بسبب القصف والأعمال القتالية، وأصبح عدد لا بأس به من الطلاب في المناطق المحررة من النظام يقضون نهارهم تحت الأرض وبعيدًا عن التهوية والشمس من أجل الاستمرار بالتعلم، وكان لمدينة داريا في ريف دمشق وبعض مناطق ريف إدلب نصيب كبير من هذه التجربة خلال السنوات الماضية.

%18

بلغت نسبة الأمية في العراق 18 في المئة، وغالبية هذه النسبة من الإناث حيث وصلت نسبة الأمية بينهن إلى 20 في المئة، أما نسبة الأمية بين الذكور فبلغت 14 في المئة. كما أظهرت إحصائيات أن ما يقارب 22.4 في المئة من النازحين الشباب تركوا التعليم بسبب النزوح بين المدن.

ضرب المعلمين

يشهد العراق ظاهرة باتت تتفاقم خلال السنوات الأخيرة، وهي الاعتداءات على الكوادر التدريسيّة لتعمّق أزمات هذا القطاع. وفي 16 يناير 2016، نَعت نقابة المعلّمين في محافظة البصرة معاون مدرسة ثانويّة تمّ العثور عليه مقتولاً، بعد أن كان قد خطف. وكذلك تعرض العديد من المعلمين للضرب المبرح على خلفية تشديدهم على التلاميذ للتحصيل الدراسي.

%68

تشير التقديرات إلى أن حوالي 68 في المئة من الطلاب في اليمن خارج المدارس، كما تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 10 آلاف مدرسة غير مكتملة، من أصل 16 ألف و116 مدرسة، وحوالي 36 ألف فصل دراسي غير صالح للاستخدام، إضافة إلى 3 آلاف مدرسة خرجت عن الخدمة، إما لتعرضها للتدمير الكلي والجزئي أو لتحولها إلى ثكنات عسكرية للحوثيين أو أماكن إيواء للنازحين.