انطلقت أمس فعاليات النسخة الخامسة من التمرين العسكري السعودي الأردني المشترك «عبدالله 5» بمشاركة عناصر من القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب والتدخل السريع في البلدين، حيث وصلت القوات الأردنية، إلى مطار قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية في (الأسطول الشرقي)، لبدء التمرين الذي يهدف إلى تعزيز التعاون المشترك، وتبادل الخبرات والتدريب على العمليات الخاصة بمكافحة الإرهاب ومعالجة الذخائر العمياء. وأشارت القوات المسلحة الأردنية إلى أن التمرين يستمر لأسابيع عدة حول «مكافحة الإرهاب» و«الاستجابة السريعة لأية تهديدات محتملة»، فيما يحتضن الأردن الشهر المقبل مناورات «الأسد المتأهب» بمشاركة 23 دولة.

وقال الخبير العسكري السعودي، العميد المتقاعد حسين بن عبدالله الزهراني لـ«البيان» إن التمرين البحري يتضمن مشاركة ‏العديد من القطع البحرية وعناصر القوات الخاصة وطائرات الاستكشاف ومكافحة الغواصات من البلدين ليشمل أفضل السبل العسكرية لمواجهة التهديدات الناجمة عن العائمات السريعة التي تعترض السفن التجارية في الممرات الملاحية واعتراض السفن المشتبه بها، والتدريب على مهام البحث عن الغواصات ورصد وتتبع الأهداف الجوية المعادية وتدميرها.

وأضاف الزهراني قائلاً يبدو من حجم الاستعدادات التي تمت قبل انطلاق هذا التمرين أن البلدين يدركان حجم المخاطر الإقليمية التي تتهدد الأمن القومي العربي في كل من الخليج العربي حيث تجري المناورات أو البحر الأحمر.

من جهته، اعتبر العقيد المتقاعد د. نايف بن عبدالله الدوسري الباحث في الدراسات الأمنية، أن تمرين «عبدالله 5» سيمكن القوتين من تنمية قدراتهما على تخطيط وإدارة عمليات مشتركة للحفاظ على أمن وسلامة الملاحة في الخليج العربي ضد أي تهديد، باعتباره ممراً دولياً هاماً للاقتصاد العالمي، وخاصة أن مياه الخليج العربي أصبحت مهددة من قبل إيران والتنظيمات التي تمولها وتدعمها طهران.

وقال الدوسري إن المناورات التي تستغرق ثلاثة أسابيع، تهدف إلى تبادل الخبرة والمعرفة والتنسيق المشترك في عدد من المهام والواجبات التي تخدم مصلحة الجيشين الشقيقين، والمتمثلة بمكافحة الإرهاب ورفع كفاءة التنسيق والجاهزية القتالية لدى المجموعات المشاركة في هذه التمارين، وتطوير قدرة المشاركين على الاستجابة السريعة لأية تهديدات محتملة.

بدوره، أشار المحلل العسكري د. مهدي بن عبدالله النهاري إلى أن السعودية والأردن أعدتا قوة تدخل سريع يمكنها التدخل في حال أي تهديد للممرات الملاحية الاستراتيجية في الخليج العربي، المنطقة التي أصبحت أكثر سخونة على مستوى العالم، في ظل التوترات التي تتسبب فيها إيران، مشيراً إلى أن التمرين يهدف إلى رفع مستوى القدرة القتالية والأداء الاحترافي في جميع أنواع العمليات البحرية وتوحيد المفاهيم التكتيكية للقيادة والسيطرة، وتعزيز إجراءات إدارة المعركة البحرية.

في السياق، قالت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في بيان نشر على موقعها الإلكتروني أمس، إن «القوات المسلحة الأردنية تنفذ بالتعاون مع الجانب الأميركي وبمشاركة 23 دولة التمرين المشترك (الأسد المتأهب 2017) خلال الفترة الواقعة بين السابع ولغاية الثامن عشر من مايو المقبل». وأضاف أن «التمرين يهدف إلى تعزيز علاقات التعاون بين القوات المسلحة في الدول المشاركة وتطوير قدراتها الدفاعية، والتدريب على عمليات التخطيط الاستراتيجي والتنفيذ في بيئة عمليات مشتركة، بالإضافة إلى رفع جاهزية القوات المشاركة وتطوير القدرات الوطنية في إدارة الأزمات المختلفة في مواجهة التهديدات غير التقليدية».

ويجري الأردن مناورات «الأسد المتأهب» هذا العام للمرة السابعة على التوالي، حيث أجريت المناورات العام الماضي في الأردن بمشاركة نحو 6 آلاف جندي من الولايات المتحدة والأردن.