استنكرت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان والمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا، التهديدات الخطيرة بإبادة القبائل القطرية بالغازات السامّة، في حال تحرُّكها ضدّ النظام القطري، التي جاءت عبر تصريح بثّته قناة قطر الرسمية لمستشار أمير قطر محمد المسفر؛ في وقت شنت السلطات القطرية حملة شرسة ضد الإعلام الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي، لمحاصرة الحراك الداخلي للتأثير على الدعوات التي انطلقت للتظاهر بعد غد عقب صلاة الجمعة.
وعبرت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان والمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا، عن قلقها البالغ إزاء تصريحات المسؤول القطري التي هدد فيها باستخدام الكيماوي ضد شعبه واعتبرتها تعكس خطورة ما آلت إليه الأزمة الداخلية على المعارضين القطريين والرسائل الخطيرة التي حملتها للمواطنين المعارضين، ولاسيما أنها تعكس الموقف الرسمي للحكومة القطرية.
تدخل دولي
وطالبت «الفيدرالية» و«المنظمة»، المجتمع الدولي، بالتدخُّل لاتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لمنع ترجمة التهديدات إلى أفعال حقيقية، وذلك من خلال رسالة سترفعهما المنظمتان إلى مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان لأجل تسليط الضوء على تهديدات الإبادة التي نقلتها القناة القطرية الرسمية، في ظل سياسة القمع التي تمارسها سلطات قطر بحق المعارضين ونشطاء الرأي، بحسب ما جاء في بيانهما الصادر مساء الاثنين.
في سياق متصل، اعتبر الناطق باسم المعارضة القطرية خالد الهيل التهديد بالكيماوي دليل على إرهاب تنظيم الحمدين وإمكانية لجوئه لجميع الوسائل بغرض قمع معارضيه وقال في تغريدة على حسابه على تويتر"ذكرت سابقا في حالة وجود عصيان مدني فان النظام سيستخدم كل أنواع التشبيح ضد شعب قطر ولكن هيهات " مالهم عندنا الا خشم البندق" وأردف "قال كيماوي قال".
من ناحيته هاجم الكاتب الصحافي الكويتي "أحمد الجار الله" التليفزيون القطري عقب تصريحات أحد الأكاديميين بمحو السكان القبليين في قطر باستخدام الأسلحة الكيماوية قائلا: "يا آل مره الكرام في تليفزيون قطر أكاديمي مجنس قطري هذا الرجل أعلن أن قطر ستمحوكم بالكيماوي حتي ولو كان عددكم مائتين ألف".
مسيرات
إلى ذلك توقع عدد من المحللين أن تكشف المسيرات والاحتجاجات السلمية التي ستنطلق في الدوحة بعد غد الجمعة باتجاه قصر الحاكم في قطر، مدى التخبط والزعزعة الداخلية التي يعيشها النظام.ويرى محللون أن الاستطلاع الذي نشره معهد واشنطن وبين في فحواه أن 81% من الشعب القطري لا يوافق على السياسة الحالية، بالإضافة إلى رفضهم تدخلات إيران في المنطقة قد دعم وحفز الإجماع على أهمية التعبير عن رفضهم ليصل صوتهم إلى الخارج، ومع كل الإجراءات القمعية التي اتبعها النظام من سجن واعتقال وسحب جنسيات أصبح لا بد من هذه الخطوة.
ويرى دكتور العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، محمد القطاطشة أن هذه المسيرات ستواجه نقطتين أساسيتين هما: أن الدوحة لا تؤمن بالديمقراطية في الحوار، وأيضاً هنالك دول تزيد من صلابتها في المواقف التي تتخذها مثل إيران وتركيا. ويؤكد أن المتضرر الأكبر من هذه الأزمة هو الشعب القطري الذي تريد القيادة القطرية أن تأخذه معها إلى أحضان وأحلام كل من إيران وتركيا.
بدوره، يشير الكاتب الصحافي جهاد أبو بيدر إلى أن هذه المسيرات ستشعل أزمة حقيقية لدى النظام القطري وتضعه أمام تحد جديد يبطل عليه عامل الوقت الذي يراهن عليه، حيث إن المسيرات الشعبية بشكل عام مثل كرات الثلج تكبر شيئاً فشيئاً، ولن يكون أمام النظام خيار المماطلة كما في السابق حتى وإن عمدت قطر على افتعال مسيرات مؤيدة وهمية مدفوعة الأجر، فلن يكون لها التأثير الحقيقي كما هي مسيرات المعارضة التي ترصدها وسائل الإعلام وخاصة الخارجية التي تراقب بشغف وتدرس السلوك القطري بعمق.
قمع
إلى ذلك قال موقع الدوحة نيوز، بـ"الإنجليزية" في بيان، إنه تقرر وقف العمل، نهائياً بعد كل الجهود الفاشلة المبذولة على امتداد أكثر من سنة كاملة، للتغلب على الرقابة القطرية الشرسة، دون جدوى.وأوضح الموقع الذي تخصص في أخبار قطر من منظور أجنبي، أن السلطات القطرية لم تدخر جهودها على امتداد الفترة الماضية، لحجب العنوان، ومنع الوصول إليه من قطر، ما تسبب له في خسائر مادية فادحة بفعل الحظر، الذي اتخذ أشكالاً وطرقاً متنوعة، رغم أن السلطات لم تُشعر إدارة «الدوحة نيوز» وفريق تحريره بأي قرار سلبي ضده.
ويأتي إعلان الدوحة نيوز هذا القرار، بعد تفاقم المنع والحجب، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لعدد من المواقع ومن المنصات الإلكترونية المختلفة، وفي طليعتها سكايب. وبجانب سكايب، حظرت السلطات بشكل غير مُعلن، مواقع تواصل اجتماعي أخرى، مثل واتس آب، وفايبر، وفيس تايم، في حين تشهد مواقع مثل تويتر وفيس بوك، مشاكل تقنية مفاجئة واضطراباً غير مبرر في خدمتها على امتداد الأسابيع الماضية.
ارتهان
ارتهان قطر للقرارات الخارجية التركية هو السبب الحقيقي لعدم وجود نية لإنهاء الأزمة والخاسر الأكبر في كل ما يجري إن بقي النظام القطري هو الشعب القطري الذي لن يسمح للمزيد من التجاوزات.