حمّلت دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، إيران مسؤولية فشل مساعي السلام في اليمن، مجددة اتهام طهران بتغذية النزاع، وانتقد وزراء خارجية ورؤساء أركان جيوش الدول المشاركة في العملية التي تهدف إلى إعادة الاستقرار وإفشال الانقلاب الذي قادته ميليشيات الحوثي وصالح، الدور السلبي الذي ظل يلعبه النظام الإيراني لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وذلك في الاجتماع الذي انعقد أمس بمشاركة دولة الإمارات العربية بوفد رفيع ترأسه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وشارك فيه الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة إلى جانب رؤساء هيئات الأركان العامة في التحالف العربي.
وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن ميليشيات الحوثي وصالح سببت الحرب والفقر والجوع والمرض في اليمن. وقال: عندما نتحدث عن اليمن وتحالفنا لدعم الشرعية علينا أن نتذكر حرب ميليشيات الحوثي وصالح على استقرار هذا البلد واختطافهم له وما فعلوه من جرائم بحق الشعب اليمني الشقيق وتعدي هذه الميليشيات على أمن جيران اليمن خصوصاً المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وتهديدهم المتواصل لأمن المنطقة.
انتهاكات
وأضاف: نحن أمام ميليشيات انتهكت الطفولة وتسببت بالفقر والجوع والمرض، حيث حرمت هذه الميليشيات أكثر من أربعة ملايين ونصف مليون طفل يمني من التعليم، وجندت أكثر من ألف طفل في صفوفها واستهدفت المدن والمدنيين ودمرت المنازل وزرعت الألغام الأرضية، مما تسبب في خسائر بشرية مؤلمة تجاوزت تطاول ميليشيات الحوثي وصالح بالمسجد الحرام بمكة المكرمة بالصواريخ في استفزاز لمشاعر المسلمين في كل مكان.
وتابع: تنتهك ميليشيات الحوثي وصالح كل قواعد ونصوص وأعراف القانون الدولي الإنساني بمنع المستشفيات من علاج المرضى، والتسبب من خلال ممارستها غير الإنسانية في تعرض المعتقلين لديهم بالأمراض الفاتكة، كما تقوم الميليشيات بحسب الجبير بتلوث البيئة في التجمعات السكنية ومنع المساعدات الدولية من مستحقيها، كما نهبت ميليشيا الحوثي وصالح أطناناً من المساعدات التي تصل إلى ميناء الحديدة وهاجمت أكثر من 65 سفينة، 124 قافلة وأكثر من 600 شاحنة، مساعدات.
الراعي الأكبر
وأكد أنه ما كان لهذه الميليشيات الاستمرار في ممارستها لولا دعم الراعي الأكبر للإرهاب في العالم «النظام الإيراني» الذي أراد تغيير وجه اليمن، وأن إيران تهرب السلاح للحوثي وصالح في خرق فاضح للقرارات الدولية كما تهدم كل مساعي الحل في اليمن وأدت إلى فشل كل المفاوضات السياسية بين الحكومة الشرعية وهذه الميليشيات.
حرب مفروضة
من جهته قال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي إن الحوثيين فرضوا الحرب في اليمن عبر اقتحامهم العاصمة صنعاء منذ 3 سنوات، مضيفا أن الحوثيين انقلبوا على الدولة ومشروعهم طائفي إيراني مسيّر. وأشار إلى أن ميليشيات الحوثي وصالح تنشر الجهل وتعسكر المجتمع وتدمر النظام الصحي في اليمن وحولت المدارس إلى متارس، مؤكدا أنها تنتهك الدستور وتنفذ الأجندة الإيرانية في اليمن.
خياران بلا ثالث
ودعا المجتمع الدولي إلى «وضع إيران أمام خيارين: إما أن تأمر وكلاءها بوقف الحرب والذهاب إلى مفاوضات جادة، أو أن تواجه ضغوطا حقيقية»، معتبرا أن مشروع طهران في اليمن «طائفي». وفي موازاة توقف المفاوضات، تراجعت حدة المعارك على الأرض خلال الأشهر الأخيرة.
من ناحيته أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، وحدة موقف دول تحالف دعم الشرعية في اليمن، مشددا على أن دول التحالف عازمة على مواصلة عملها المشترك لإنهاء الأزمة المتفاقمة في اليمن. إلى ذلك قال رئيس هيئة الأركان العامة في السعودية الفريق أول الركن عبدالرحمن بن صالح البنيان إن الحكومة اليمنية «استعادت السيطرة على 85% من مساحة البلاد». وأعلن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية الكويت صباح الخالد استعداد الكويت لاستضافة اليمنيين مجدداً لتوقيع اتفاق نهائي بينهم حينما «يتم التوافق عليه».
الحفاظ على مكونات الدولة اليمنية
أكد أحمد عسيري، نائب رئيس الاستخبارات العامة في السعودية، أن التحالف الداعم للشرعية في اليمن ساهم في الحفاظ على مكونات الدولة اليمنية وهويتها، ويتضح ذلك بشكل جلي من خلال تمكين الحكومة الشرعية من التواصل مع المجتمع الدولي من خلال سفاراتها حول العالم.
كما أكد عسيري خلال لقاء بالرياض، أول من أمس، على ضرورة تسمية الأمور بمسمياتها عند كتابة التقارير التي تقدم للأمم المتحدة ومجلس الأمن. ودعا المجتمع الدولي إلى المساهمة في إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية من خلال المبعوث الأممي، الأمر الذي سيضع حداً للأزمة الإنسانية في اليمن، وحض المجتمع الدولي على ألا يختزل الأزمة في الوضع الإنساني دون النظر في الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذه الأزمة. الرياض - وكالات