«المناظر الرمادية تقتل الإبداع».. شعار يؤمن به كل من يهتم بتلوين حياة المصريين اليومية وتغيير مشاهد البؤس التي باتت تسيطر على العديد من الشوارع إلى واقع أفضل حتى عبر فرشاة تلون جداراً أو مكنسة تزيل الأوساخ من آخر، حملات عديدة لتحقيق هذا الغرض انتظمت مصر منها من يهتم بتلوين وتجميل شوارع المدن المختلفة، وآخر يهدف إلى إزالة اكوام القمامة والنفايات التي باتت تشوه المنظر العام ورغم اختلاف الدوافع بين الرغبة في تجسيد حب الوطن، والأمل في التغيير، ظهرت العديد من تلك الحملات والمبادرات الشبابية، عبرمبادرات جماعية تهدف لتجميل الشوارع العامة ونظافتها، لا سيما كورنيش النيل.

تواصل

ومن بين تلك الحملات مبادرة «هنولنها» التي انطلق أعضاؤها لرسم لوحات فنية على الجدران والسلالم والكباري وأسوار كورنيش النيل بالقاهرة، وذلك على أيدي عدد من طلاب كلية الفنون الجميلة بجامعة القاهرة، حيث اهتموا بتنظيف وتجميل الشوارع ودهن أرضيات الأرصفة، ورسم عدة لوحات إرشادية في الشوارع العامة بالألوان المبهجة.

كما ظهرت حملات محلية أخرى على نفس النمط، ومن بينها مبادرة «البرلس بالألوان» والتي انطلقت من مدينة البرلس التابعة لمحافظة كفر الشيخ، حيث فعاليات نظمها مجموعة من الشباب الفنانين والرسامين لسنتين متتاليتين لتلوين منازل وجدران المدينة، ومن أهم أهداف المبادرة الارتقاء بذوق المواطنين الفني عن طريق تزيين المناطق التي تم إهمالها خلال السنوات السابقة، ولاقت المبادرة ترحيباً وحفاوة من أهالي المدينة.

نظافة

أما في محافظة أسوان، فانطلقت مبادرة شبابية جديدة لإزالة القمامة وتجميل المدينة، فأزال الشباب الأعضاء في الحملة، كميات ضخمة من المخلفات بجوار خطوط السكك الحديدية المتراكمة حول أكشاك الكهرباء بنفس المنطقة، تجنباً لوقوع أي مشاكل أو أخطار بسبب إشعال النيران في القمامة للتخلص منها. كما قامت المبادرة بطلاء جدران المنازل والحوائط في الشوارع العامة، وكان من أهم المحطات التي مرت بالمبادرة، قرار مجلس المدينة بالتنسيق معهم وإمدادهم بالمعدات وعمال النظافة.

وقالت المنسقة العامة لمبادرة «هنلونها» كريستين ظريف، إن المبادرة لا تهتم فقط بطلاء الشوارع، وإنما كذلك المستشفيات المهملة خاصة المتخصصة في علاج الأطفال ومرضى السرطان، كما تقوم بطلاء الجدران بالألوان الزاهية المبهجة التي تبعث الراحة والفرحة داخل النفوس، موضحةً أن كل مبادرات تجميل الأماكن العامة، الهدف من ورائها هو حب هذا البلد والرغبة في تجميله، فالشباب تدفعه الرغبة في رؤية الشوارع نظيفة وملونة وزاهي.

ارتياح

رأى أستاذ علم الاجتماع الدكتور يحيى الجوهري، أن تلوين الشوارع الرئيسية بالألوان الزاهية، يعمل على بث الارتياح والهدوء في نفوس المواطنين، خاصة أن الأحداث السياسية والاقتصادية الأخيرة تسببت في ارتفاع وتيرة التوتر بين الشعب المصري، موضحاً أن استمرار تلك المبادرات سيكون عاملاً جيداً في بث الطمأنينة داخل النفوس، وسيكون لها أثر إيجابي على المتلقي وعلى القائم به، خاصة أنه ينمي روح المشاركة والتعاون بين أعضاء تلك المبادرات.