عاشت منطقة القبائل الجزائرية الأربعاء الماضي على وقع إحياء الذكرى الـ36 لما يُعرف بـ«الربيع الأمازيغي».

والتي تعرف أحداثها بخروج سكان منطقة القبائل إلى الشارع، لكسر هاجس الخوف المفروض من قبل السلطة الحاكمة آنذاك للمطالبة بحرية التعبير لكافة الشعب الجزائري وبالاعتراف بالهوية الأمازيغية ثقافة ولغة غير أن احياء المناسبة هذا العام رافقه أجواء مشحونة في ظل تصاعد أزمة الأساتذة المتعاقدين من جهة..

وما يعتبره البعض عزلاً لهذه المنطقة عن المشاريع التنموية من جهة أخرى. ووفق تقارير إعلامية جزائرية، فإنه عاصمة المنطقة تيزي وزو شهدت ثلاث مسيرات، قادها كل من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وحركة «الماك»، وحركة «العروش».

ووفق التقارير ذاتها، فإن حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية كان دعا إلى تنظيم مسيرات كبرى في منطقة القبائل على غرار بجاية، وبومرداس، وتيزي وزو.

مسيرة موازية وفي السياق ذاته، نظمت حركة «الماك»، التي يتزعمها فرحات مهني، مسيرة موازية غير بعيدة عن مسيرة حزب التجمع.

بدورها، نظمت حركة العروش، عبر ما تبقى من المتعاطفين معها، مسيرة مماثلة بهذه المناسبة.

وصادف إحياء الذكرى الـ36 للربيع الأمازيغي 1980 هذه السنة تكريس الأمازيغية لغة رسمية في الدستور المعدل المصادق عليه في فبراير الماضي، غير أن حالة الجدل لا تزال محتدمة حول الفصل في إعطاء الصبغة الرسمية لهذه الأحداث.

وحول الذكرى، يرى النائب السابق نور الدين آيت حمودة، نجل الشهيد العقيد عميروش، أن النظام الجزائري قدم للفرنسيين طبقاً من ذهب للتهجم على الجزائر، عندما استقبل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة رئيس الوزراء الفرنسي إمانويل فالس، الذي استغل الفرصة للترويج لصورة الرئيس وهو في حالته المرضية.

وحول الربيع الأمازيغي، استبعد بن حمودة أن يتم إعطاء الصبغة الوطنية لتلك الأحداث، بعد أن تم ترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور الثالث لبوتفليقة لغةً وطنيةً.

أما إسماعيل، نجل الشهيد الرائد عبد الرحمن ميرة، فاعتبر أن تخليد ذكرى الربيع الأمازيغي عن طريق مسيرات ترفع فيها شعارات مناهضة للنظام، هو استفزاز للدولة الجزائرية، قائلاً: «نحن كلنا أمازيغيون، ولا أحد يمنعنا من الأمازيغية، سواء من تعليمها أو كتابتها».

وانتقد ميرة تنظيم مسيرات مخلدة لذكرى الربيع الأمازيغي، قائلاً: «من المفروض ألا تخلد مثل هذه الأحداث، وأقول هذا وأنا ابن المنطقة، ماذا يريدون بعد ترسيم الأمازيغية لغةً رسميةً برفقة اللغة العربية، ومن يسعون إلى ذلك يريدون أن يحدثوا شقاقاً بين أفراد الشعب الواحد».