قضى السياسي اليمني عبد العزيز الجباري، أخيراً، ليلة في جنيف يناقش فيها «قواعد» محادثات السلام التي منيت بالفشل، وذلك عقب إظهار الحوثيين نواياهم، حيث لغموا بيته، وحولوه إلى ركام، وبدا الجباري بعد الدمار الذي لحق بمنزله في وسط مدينة ذمار في حالة يرثى لها. وقال نائب رئيس الوفد الذي أرسله الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى سويسرا للصحافيين: «من المؤسف أن تصل طريقة الناس وسلوكهم إلى هذه الحالة، وبالطبع فإن بيتي ليس الوحيد في اليمن الذي يتعرض للتدمير، وهناك الكثير من العقارات استهدفت بطريقة غير طبيعية».

السلام في اليمن

ويبدو احتمال السلام في اليمن أمراً بعيد المنال نظرا إلى تصاعد الحرب الأهلية بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والحضور المتنامي لمتطرفي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وفي خضم ذلك تواصل الطائرات السعودية قصف مواقع الحوثيين.

وفي وقت تعيش النساء والأطفال الفارون من مناطق الصراع مزيداً من المعاناة، يزداد الوضع سوءا كذلك في مدينة عدن.

وأشارت التقارير الصادرة أخيرا إلى سلسلة من الهجمات الانتحارية التي تمت في مراكز تجمع الحوثيين وبعض المساجد في العاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها المتمردون ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الهجمات.

وتركزت معظم الحوارات التي منيت بالفشل في جنيف على «الأحكام والشروط» التي كان ينبغي تبنيها في المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة. ومن جهته حض أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون مختلف الأطراف على الموافقة على إجراء وقف لإطلاق النار. ومن جهته قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عبد الله خلال حديثه عن إمكانية وجود هدنة: «لم يحرز أي تقدم لأن الحوثيين الذين تدعمهم إيران لم يشاركوا بجدية في الحوار».

الفرار من عدن

وفي هذه الأثناء يفر كثير من النساء والأطفال من الحرب في عدن، ووصفت مختلف المصادر الحالة في اليمن بأنها مذبحة، ويتواصل القتال العنيف في المناطق الغنية بالنفط والغاز في محافظة مأرب، جنوبي صنعاء، حيث القبائل السنية حاولت وقف تقدم الحوثيين. وأشارت وكالات تابعة لليونسيف والأمم المتحدة إلى أن عدد الأطفال الذين قتلوا في اليمن وصل إلى نحو 300 طفل، فضلا عن أن تشغيل الأطفال تزايد بشكل كبير على أيدي الجماعات المسلحة التي تحرس نقاط التفتيش.

في المكلا

ذكرت مصادر صحافية، أخيرا، أن الميليشيات الحوثية سيطرت على مدينة المكلا في إبريل الماضي، بعد أن انشق الجيش اليمني بين الحلفاء ومعارضيهم من قوات الحوثيين الشيعة، إلا أن المدينة برهنت على أنها مكان خطر، حيث العديد من القوات الجوية الأميركية التي شنت هجماتها داخل المدينة وحولها قتلت أعداد كبيرة من الأشخاص. ونشر أعضاء للقاعدة على وسائل التواصل الاجتماعي حادثة مقتل رجل يدين بالولاء إلى تنظيم «داعش» هناك.