ندد الرئيس النيجيري الجديد محمد بخاري في حفل تنصيبه بالمتمردين المتشددين الذين نشروا الإرهاب في شمالي نيجيريا لأكثر من عقد من الزمن، وقال: «بوكو حرام جماعة لا عقل لها ولا دين، وهي بعيدة كل البعد عن معنى الإسلام».
إلا أنه بالنسبة للكثير من الناس الذين يعيشون في جنوب نيجيريا، بعيداً عن الصراع، تعتبر جماعة بوكو حرام بعيدةً عنهم، باختصار، حتى إن البعض يقول إن التهديد ليس جدياً، لأنه لا يمكنه الوصول إليهم. ويشير البعض همساً إلى أن مسألة المتمردين تلك خدعة مفبركة.
غير أن العنف الذي يبدو بمنأى عنهم يشكل حقيقة مروعة يومية لأهالي منطقة تشيبوك النيجيرية، وقد نالت البلدة الواقعة شمال شرق ولاية بورنو شهرةً عالمية في أبريل 2014 بعد أن اختطف عناصر مجموعة بوكو حرام 276 طالبةً من مدرستها الثانوية. ولاتزال أكثر من 200 من هاته الفتيات مفقودات.
وهاجم عناصر بوكو حرام، أخيراً، ضواحي العاصمة في شمال شرق نيجيريا، في تصعيد لاعتداءاتهم بعد أسبوع على الحادث الدموي الذي أودى بحياة أكثر من 150 شخصاً.
لايزال العديد من أوجه جماعة بوكو حرام لغزاً مخفياً وراء قناع صلب من التقشف الديني المزعوم والإحباط. إلا أن السكان في الجزء الشمالي الشرقي للبلد لايزالون يأملون في أن يتمتع الرئيس الجديد بالإرادة السياسية للتعامل مع حالة التمرد المتفشية.
وتمنح هوية بخاري الشخصية، كونه مسلماً من شمال نيجيريا، سلطةً بحد ذاتها. إلا أنه يدرك أن خبرته العسكرية هي ما يعول عليه معظم النيجيريين لمساعدتهم في سحق بوكو حرام.
كما لا يزال على بخاري أن يتعامل مع التحدي المتمثل بانقسام نيجيريا، وأن سكان الجنوب لا يملكون أدنى فكرة عن القوى الوحشية التي تمزق المجتمعات في دامبوا وكوبوا وتشيبوك. يدرك بخاري على الأقل وجود الخطر، وقد تعهد باستئصاله.