قد تلقى التقارير التي تشير إلى وفاة زعيم طالبان الملا عمر ترحيباً من قبل البعض، على اعتبار أنه إعلان زوال عدو لأميركا. إلا أن وفاة القائد الأفغاني قد تعرقل محادثات السلام الأهم في أفغانستان على مدار عقد من الزمن.
وبحسب دبلوماسيين غربيين في أفغانستان، فإن دور الملا عمر تراجع في العمليات اليومية لحركة طالبان، إلا أن الاسطورة التي دارت حوله تعتبر عنصراً أساسياً في تحديد إمكانية نجاح محادثات السلام.
وفي ظل تنافس تنظيم «داعش» من أجل تجنيد مقاتلي طالبان، فإن من غير الواضح ما إذا كان بمقدور أي رئيس ما عدا الملا عمر توحيد الحركة ودفع أعضائها للقبول بتسوية سلمية. وتعرض الرئيس الأفغاني الجديد أشرف غني لسلسلة انتقادات من رفاقه الأفغان، بسبب الخطوات الدبلوماسية الجريئة التي اتخذها. ومنذ توليه السلطة عين مجموعة كبيرة من الصينيين والباكستانيين، وقدم العديد من التنازلات على أمل أنها قد تجر حركة طالبان إلى طاولة المفاوضات.
وقد يساعد سير محادثات السلام، خلال الأسابيع المقبلة، في تحديد ما إذا كانت أفغانستان تسير على طريق سوريا أو اليمن أو ليبيا الكارثي. وعلى غرار ما أظهر انتشار تنظيم «داعش»، فإن مجموعات أكثر تطرفاً يمكنها أن تنشأ نتيجة تفكك طالبان.
وعادة ما يندر التوافق بين القوى العظمى ووكلائها الأفغان، إلا أن الأوان ربما يكون قد فات بالنسبة إلى قوى الطرد المركزي التي انطلقت عبر كل من اللاعبين الخارجيين وأولئك الموجودين في الداخل خلال السنوات الأربعين الماضية.