القوى العالمية، التي التقت مرتين في فيينا لإتمام نقاشات تاريخية حول إنهاء الحرب في سوريا تلتقي مجدداً، وسط وجود الكثير من العقبات. وفي مارس الماضي عرضت خطة من ست خطوات وعشرة مبادئ لحل الأزمة السورية. وخلال السنتين الماضيتين سعت لترويج هذا العرض في العديد من الندوات والمؤتمرات الدولية.
حلول مقترحة
وفي أواخر أكتوبر الماضي، وافقت المجموعة السورية الدولية للدعم في فيينا على مبادئ متطابقة لعرض الخطوات الست. وفي بيان مشترك عقب اختتام المحادثات وافق المشاركون على التالي:
• الوحدة السورية والاستقرار وتكامل الأراضي والطابع العلماني للدولة أمر أساسي.
• مؤسسات الدولة ستبقى على حالها.
• يجب حماية كامل حقوق السوريين بغض النظر عن العرق أو الدين.
• لا بد من تسريع كل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
• سيتم ضمان الوصول الإنساني إلى الأراضي السورية، وسيزيد المشاركون من دعمهم للمهجرين داخل الأراضي السورية واللاجئين وللدول المستضيفة.
• يجب أن يهزم تنظيم «داعش» ومجموعات إرهابية أخرى، بحسب قرارات مجلس الأمن الدولي والمبادئ المذكورة.
• عملاً ببيان جنيف عام 2012 وقرار الأمم المتحدة رقم 2118 دعا المشاركون الأمم المتحدة لدعوة ممثلي الحكومة السورية والمعارضة السورية من أجل إجراء عملية سياسية، تقود إلى حكم، يتميز بمصداقية شاملة، وغير طائفية يتبعها دستور جديد وانتخابات.
ويجب أن تدير الأمم المتحدة هذه الانتخابات لضمان الرضا الحكومي، ولتحديد المعايير الدولية العالمية، التي تعنى بالشفافية والمحاسبة والحرية والنزاهة لجميع السورين بمن فيهم الشتات المؤهلون للمشاركة.
• العملية السياسية يجب أن تكون سورية وبقيادة سورية وسيقرر السوريون مستقبل بلادهم.
• المشاركون مع الأمم المتحدة سيكتشفون أنماط وتطبيقات وقف إطلاق النار، الذي يبدأ في تاريخ معين وبالتوازي مع العملية السياسية المتجددة.
إلا أن هناك ثلاث عقبات رئيسة تواجه حل الأزمة في سوريا:
العقبة الأولى تتــــعلق بالرئيس السوري بشار الأسد، فكل من الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا والسعودية، الذين يشكلون القوى الدولية والإقليمية الخمس الرئيسة ذات التأثير في سوريا تختلف بحدة، بشأن مستقبل الأسد في سوريا، فأولوية المملكة العربية السعودية والإدارة الأميركية وتركيا هي إزاحة الرئيس السوري من الحكم..
بينما أولوية كل من إيران وروسيا هي إخراج المنظمات الإرهابــــية التي احتلت نحو خمسين في المئة من سوريا، ومن ثم إجراء انتخابات حرة تحت إشراف الأمم المتحدة لتحديد رئيس البلاد ووضع الدستور.
عقبات أخرى
والعقبة الثانية هي كيفية مواجهة المجموعات الإرهابية في سوريا، وأن استدامة السلام في سوريا يجب أن تتعلق بكيفية مقاتلة وتدمير المجموعات الإرهابية، مثل تنظيم «داعش» في سوريا. الحقيقة تشير إلى أن الضربات الجوية مؤثرة فقط عندما تشن بمساعدة طرف عسكري مدرب جيداً على الأرض. القوة العسكرية الأكبر، التي تقاتل التنظيم على الأرض هي الجيش السوري.
وتتمثل العقبة الثالثة في أن الحركات المتطرفة مرتبطة بحلفاء مختلفين، ولن يتمكن العالم من مواجهتها أبدا طالما أن حلفاءها يروجون أيديولوجيتها. ويجب على القوى الغربية أن تضع نصب عينيها أن جهودها، خلال العقود القليلة الماضية، لتغيير نظم دول معينة عبر التدخل العسكري والسياسي فشلت على نحو واضح.