في مقابل الفوضى والضرر اللذين يشكلهما المرشح دونالد ترامب للحزب الجمهوري، فإن تصريحات الحزب بوجهات نظره في برنامجه المكتوب الصادر عن مؤتمر الحزب، يشكل موازياً لترامب في احتمال استثارته ردود فعل منفرة.
وفي العادة، تكتب برامج الحزب من قبل الحزب نفسه ومن أجله، ويجري تجاهلها من قبل الآخرين إلى حد بعيد، لكن الجمهوريين هذا العام يطرحون أجندة تسترعي الانتباه.
ويبدو أن الذين صاغوا البرنامج، بدلا من محاولة التوفيق بين وجهات نظر ترامب والعقيدة المحافظة، اختاروا الذهاب مع النسخة الأكثر تطرفا في كل موقف من المواقف. وتظهر الوثيقة إلى أي حد تقود الحزب الجمهوري نواة داخلية متطرفة رجعية.
ومن الصعب تصديق أن برنامج الجمهوريين جاء بعد ثلاث سنوات من قيام قادة الحزب بما أطلق عليه «تشريح جثة» الحزب الجمهوري، حيث حذر التقرير من أن الناخبين الشباب يستغربون بشكل متزايد ما أصبح يمثله الحزب، فيما العديد ضمن الأقليات «يعتقدون عن خطأ بأن الجمهوريين لا يكنون الحب لهم، أو لا يريدون وجودهم في البلاد».
يدخل ترامب بعد ثلاث سنوات، وتحول نظريته الخطيرة القائمة على حماية مصالح المواطنين وتفضيلها على مصالح المهاجرين، هذا التحذير الذي أعقب هزيمة الحزب عام 2012 إلى نبوءة رهيبة.
وقد تم إسكات مسؤولي الحزب الذين تحدثوا عن الحاجة إلى إصلاح قوانين الهجرة، وتم تصميم بنود البرنامج في عام 2016 كما لو أنها دعائم لترامب في الشوفينية.
كان الحزب الجمهوري يصر على أنه «الخيمة الكبرى» المفتوحة أمام الجميع. الآن اصبح حزب «الجدار الكبير» ببرنامجه المدمر، البعيد كل البعد عن حياة الأميركيين، والذي يخلو من الحس السليم الذي تحتاجه البلاد لأي شكل من أشكال التقدم السياسي.