واشنطن تشكك في قدرة دمشق على الإصلاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكك السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد في قدرة النظام السوري على تنفيذ أي إصلاحات سياسية في البلاد.

وكتب السفير على صفحة السفارة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «لن تصدق الحركة الاحتجاجية في سوريا ولا المجتمع الدولي أن القيادة السورية ترغب أو قادرة على تحقيق الإصلاحات الجذرية الحقيقية الموثوقة التي يريدها الشعب السوري». وأضاف: إن «الأمر لا علاقة له بالتدخل العسكري الغربي، وإنما يتعلق بالحريات السياسية الأساسية التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والذي ينبغي ألا ننسى أن سوريا وقعت عليه. ويدعو الميثاق إلى حرية التعبير والمشاركة في تجمعات سلمية». وأكد السفير أن الولايات المتحدة «تدعم بصورة كاملة حق السوريين في ممارسة هذه الحريات».

وتشهد سوريا منذ منتصف مارس الماضي احتجاجات تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، تقابلها حملات أمنية عنيفة أودت حتى الآن بحياة أكثر من 2000 مدني.

من جانبه، قال السفير السوري لدى بيجينغ خلف الجراد أمس ان سوريا ترفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي وتدعو إلى نبذ العنف وعدم حمل السلاح، داعياً المعارضة إلى الدخول في حوار إيجابي لإخراج البلاد من الوضع الحالي.

وأشار الجراد بمقابلة مع وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» إلى أن سوريا تواجه حملة ضغط هائلة تتمثل «بالتدخل الفظ والعلني بشؤونها الداخلية ودعم الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا للتنظيمات المتطرفة والمجموعات التخريبية».

وقال ان إمكانية الوصول إلى حل وسط بين المعارضة والحكومة لإنهاء الأزمة تتمثل بامتناع المعارضة النهائي والمطلق عن اللجوء إلى العنف أو التواصل مع التنظيمات المسلحة أو التعاون مع الدول والجهات الأجنبية العاملة على تفكيك الدولة تحت شعارات الحرية والديمقراطية والعدالة، وحقوق الإنسان.

بالمقابل، أكد المحامي المعروف حسن عبد العظيم، احد ابرز وجوه المعارضة التقليدية في سوريا، أنه رغم كل ما تمارسه السلطات في دمشق من تجبر على الانتفاضة السورية إلا إنها مستمرة وستصل في النهاية إلى مبتغاها طال الزمن أم قصر.

وقال عبد العظيم لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن هناك إصرارا واضحا على تحقيق مطالب الانتفاضة في الحرية والكرامة والتغيير الديمقراطي السلمي، مشيرا إلى أن الانتفاضة السورية لم تتمكن حتى الآن من تحقيق معظم أهدافها النبيلة رغم تقديم آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين وعشرات الآلاف من المعتقلين ومئات المفقودين، لكنها ستصل في النهاية إلى مبتغاها طال الزمن أم قصر.

ودعا عبد العظيم بصفته الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي والمنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية، مع أحزاب ومعارضين جميع السوريين للانضمام تحت هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي إلى «المؤتمر الوطني الموسع» المزمع عقده في منتصف سبتمبر الجاري حيث سيتم دعوة أكثر من 300 شخصية عامة وأحزاب من المعارضة في الداخل والخارج ومن مختلف أطياف المجتمع السوري.

اعتراض صيني

قالت الناطقة الخارجية الصينية جيانغ يو إنه ينبغي حل الأزمة السورية عن طريق الحوار والمشاورات بدلاً من الضغط على سوريا.

وأضافت «نظن أن الشيء الأول الذي ينبغي القيام به هو تبديد التوترات في سوريا من أجل تفادي التصعيد»، مضيفة أن «فرض ضغط على سوريا لا يشكل حلاً، والمقاربة الصحيحة لحل الأزمة ستكون إطلاق عملية سياسية شاملة». وقالت: «ينبغي إعطاء سوريا مزيداً من الوقت للإيفاء بالتزاماتها المتعلقة بالإصلاح».

يشار إلى أن الصين وروسيا اللتين تملكان حق النقد (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي تعارضان إصدار قرار ضد سوريا.

Email