قتلى جدد برصاص الأمن السوري وانتشار مكثف للجيش بالمحافظات

فرنسا تؤكد ضرورة محاسبة قادة نظام الأسد

ت + ت - الحجم الطبيعي

دان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أمس في نيويورك «الصمت غير المقبول» لمجلس الامن الدولي إزاء ما وصفه بـ«جرائم ضد الانسانية» في سوريا، مشدداً على ضرورة محاسبة جميع قادة النظام.

في وقت أكد مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة أن القمع الدامي الذي يمارسه النظام السوري ضد المتظاهرين يتصاعد، داعيا الى رد دولي لتحسين «الوضع الكارثي» في هذا البلد،فيما واصلت فيه قوات الأمن والشبيحة عمليات القتل، حيث سقط 8 قتلى جدد في حمص بعد انتشار مكثف لقوات الأمن في جميع المحافظات وشنها حملة اعتقالات واسعة تزامنا مع استمرار التظاهرات المناهضة للنظام السوري.

وقال وزير الخارجية الفرنسي ان قادة النظام السوري ممثلاً في نظام الرئيس بشار الأسد يجب ان يحاسبوا عن الجرائم ضد الانسانية التي ترتكب أثناء حملتهم ضد الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وأضاف في تصريحات امام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك «هناك جرائم ضد الانسانية ترتكب في سوريا ويجب مساءلة قادة النظام عنها».

وقالت مساعدة المفوضة العليا لحقوق الانسان كيونغ وا-كانغ «بالرغم من الضغط المتزايد من المجتمع الدولي خلال الاشهر الستة الاخيرة منذ بدء التظاهرات، فان القمع الدامي في سوريا يتكثف». واضافت امام مجلس حقوق الانسان «خلال الاسابيع الاخيرة دعت تظاهرات كبيرة في سائر ارجاء سوريا الى حماية دولية والى حضور مراقبين دوليين»، واستطردت «انه امر يدل على الوضع الكارثي اكثر فاكثر لحقوق الانسان في سوريا والى الضرورة الملحة لرد دولي فعال لمعالجته».

واضافت كانغ «على المجلس واعضائه مواصلة استخدام شتى السبل المتوافرة لهذا الهدف»، مشيرة الى أن «أكثر من 2600 شخص قتلوا بأيدي قوات الامن منذ بدء التظاهرات في منتصف مارس الماضي»، ولفتت الى ان الحكومة السورية وعدت بإصلاحات سياسية لكنها «تنكرت باستمرار لهذه الوعود من خلال استخدام مفرط للتعذيب وارتكاب تجاوزات اخرى».

وكان ممثل النظام السوري في المجلس رفض من جهته في جنيف استنتاجات بعثة تحقيق من المفوضية العليا لحقوق الانسان، واكد أمام المجلس أن «أعمال العنف ارتكبها افراد عصابات» وان «الاحداث التي جرت لا صلة لها بالتظاهرات السلمية»، وشدد «أنها أعمال خطرة اضرت باقتصادنا وكذلك بقطاع السياحة».

قتلى جدد

ميدانياً افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أن 8 أشخاص قُتلوا أمس خلال عمليات عسكرية وأمنية في تجمع قرى الحولة بمحافظة حمص. وذكر في بيانات «إن سيدة وثلاثة شبان وعسكرياً كانوا بين الشهداء الثمانية الذين سقطوا في تجمع قرى الحولة».

ونقل عن ناشط من المنطقة أن «صوت اطلاق الرصاص والرشاشات الثقيلة يُسمع في المنطقة، وتم تقطيع أواصر الطرق بين القرى بالدبابات والحواجز العسكرية والأمنية». واضاف المرصد أن «قوات أمنية وعسكرية نفّذت عمليات مداهمة في قرية الرامي بجبل الزاوية بمحافظة ادلب، ترافقت مع تنكيل بالأهالي بعد مداهمة منازلهم، فيما قامت قوات عسكرية وأمنية باقتحام قرى جنوب غرب جبل الزاوية» .

وتابع إن «شاباً يبلغ من العمر 26 عاماً استُشهد في قريبة سقبا بريف دمشق متأثراً بجراح أُصيب بها خلال تشييع شهيد في بلدة عربين، فيما تظاهر طلاب في ثلاث مدارس في حي برزة بدمشق لمدة 15 دقيقة قبل قيام قوات الأمن باقتحام المدارس واعتقال عدد منهم وضربهم بشدة» لافتاً إلى أن اكثر من 30 حافلة كبيرة محملة بقوات الامن اقتحمت داعل مساء أول من أمس وبدأت الانتشار في المدينة التي خرجت فيها مساء أمس مظاهرة حاشدة تطالب بإسقاط النظام». كما شنت قوات الامن حملات اعتقالات في حلب ودير الزور واللاذقية وبانياس.

من جانبهم أكد ناشطون ان قوات الامن السورية انتشرت بأعداد كبيرة في داعل بمحافظة درعا، بينما جرت تظاهرات ليلية تدعو الى اسقاط النظام في عدد من المدن السورية كما ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن قوات الأمن والشبيحة اقتحموا في ساعة مبكرة من صباح أمس حي البياضة بمحافظة حمص وسط إطلاق نار كثيف وأنباء عن سقوط جرحى.

وكانت قناة الجزيرة نقلت أن 11 شخصا سقطوا أول من أمس بنيران القوات السورية، فيما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن من بين القتلى طفلاً في درعا وستة بحمص (بينهم طالبة) واثنين في إدلب.

تغريم الطلاب

يأتي هذا بينما تردد أن السلطات السورية تفرض غرامة على الطلاب المتغيبين عن المدارس، وذلك بعد يوم واحد من انطلاق العام الدراسي.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن نصف الطلاب السوريين تغيبوا يوم أمس عن الدارسة فيما خرجت مظاهرات طلابية في أنحاء سوريا، مؤكدة على «مقاطعة التعليم البعثي».

وفي تقريره ذكر مكتب حقوق الانسان في الامم المتحدة ان الحملة التي تقوم بها سوريا على المحتجين المطالبين بالديمقراطية زادت حدة وارتفع عدد القتلى الى 2700 وهو ما يعني زيادة 100 قتيل في الاسبوع الاخير.

وقالت نائبة مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان كيونج وا كانج أمام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة « قتل 2700 شخص من بينهم ما لا يقل عن 100 طفل على يدي قوات الجيش والامن منذ بدء الاحتجاجات الجماهيرية في أواسط مارس الماضي»، مشددةً على اهمية محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الانسانية.

يشار إلى أن مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان قالت في تصريحات سابقة إن نحو 1400 من القوى الأمنية ومن سمتهم «المتمردين» قتلوا خلالها، فيما أعلنت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي أن الحصيلة بلغت 2600 قتيل.

تحذير.. ونفي

حذر جوبيه من ان الوضع القائم لا يمكن ان يستمر بين اسرائيل والفلسطينيين وعبر عن خشيته من «انفجار العنف» في المنطقة. وقال جوبيه «يجب إعادة اطلاق عملية السلام» بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

على صعيد آخر قال وزير الخارجية الفرنسي ان بلاده ليس لها مرتزقة في ليبيا بعد قول القوات الموالية لمعمر القذافي انها اعتقلت 17 مرتزقا بينهم فرنسيون وبريطانيون في بلدة بني وليد.

Email