الصواريخ التي أطلقتها حركة الجهاد الاسلامي من قطاع غزة وسقطت على جنوب اسرائيل شكلت صدمة في الاوساط الاسرائيلية بسبب فشل نظام القبة الحديدية في اعتراض هذه الصواريخ.

وكتبت صحيفة «يديعوت احرونوت» عنوانا كبيرا ملونا على صفحتين يقول: «القبة نائمة». ووسط احتجاج كبير وانتقادات لاذعة ضد الجيش وضد القبة الحديدية، رد احد ضباط الاحتلال بالقول ان البطارية «جديدة ولها نظام عمل معين ولكنه اعترف انها لم تؤد الوظيفة المطلوبة».

وقالت الصحيفة في تقرير مطول ان «اغتيال قادة ميدانيين للجهاد الاسلامي اشعل الارض». وفي عنوان فرعي اخر همزت الصحيفة من قناة البطارية بالقول إنها «لم تنجح ولا حتى بنسبة واحد في المئة، بل انها لم تحرك ساكنا ولم تطلق حتى صافرة انذار».

وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان «بطاريات القبة الحديدية نجحت في اعتراض صاروخ واحد فقط والصواريخ التي اطلقتها سرايا القدس أحدث بكثير من تلك التي اطلقت في المرات السابقة ومزودة بنظام تشويش على الردارات المثبتة على بطاريات صواريخ القبة الحديدية».

وأعلنت اسرائيل عن تثبيت موجة «اف ام» اذاعية خاصة في منطقة بئر السبع في الجنوب لبث صافرات الانذار في حال اطلاقها للتنبيه من الصواريخ التي تطلقها المقاومة من قطاع غزة. وألغيت الدراسة في المؤسسات التعليمية في التجمعات السكنية القريبة من قطاع غزة وتم اغلاق معبر كرم ابوسالم بين اسرائيل وقطاع غزة.

من جهتها سخرت صحيفة «هارتس» الاسرائيلية من ادعاءات جيش الاحتلال ان اغتيال عناصر من الجهاد الاسلامي تمت في معسكر تدريب مفتوح في مستوطنة سابقة لا يستخدم في اطلاق الصواريخ. وأوضحت ان التصفية تمت بواسطة «الشاباك»، متسائلة عن وقتها بالتزامن مع عودة التظاهرات الشعبية في اسرائيل الى الشارع مرة اخرى احتجاجا على سياسة الحكومة الحالية الاقتصادية.

 

خلل فني

وبين السخرية والصدمة، ادعت وسائل إعلام أخرى نقلاً عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن خللاً فنياً اعترى منظومة القبة الحديدية المنصوبة في الجنوب تسبب في فشل عمل المنظومة على اعتراض الصواريخ الفلسطينية. وكشفت القناة العاشرة الإسرائيلية خلال نشرتها الإخبارية الليلة الماضية، النقاب عن أن خللاً فنياً طرأ على منظومة القبة الحديدية هو الذي تسبب في شل قدرتها على اعتراض الصواريخ الفلسطينية، ما أتاح الفرصة لسقوط العديد من رشقات صواريخ «غراد» على الجنوب.

وذكرت القناة أن الحديث يدور عن خلل «هو الأول من نوعه»، ولكن من غير الواضح ماهية هذا الخلل الذي تسبب في تعطيل المنظومة ومنعها من اعتراض الصواريخ التي أطلقت على منطقة اسدود، مؤكدةً أنه «جرى إصلاح الخلل الفني وعادت المنظومة إلى عملها بشكل منتظم».

وادعت القناة العاشرة أنه خلال جولتي التصعيد السابقتين، «حققت المنظومة نسبة نجاح مرتفعة» في اعتراض الصواريخ على جنوب إسرائيل، مشيرة إلى أنه يسود الشعور بان نسبة نجاحها انخفضت، حيث لم تعترض الكثير من الصواريخ التي سقطت على أسدود، «ومع ذلك تمكنت من اعتراض صاروخ واحد في منطقة أخرى في الجنوب».