تحوّل شهر أبريل الحالي إلى الشهر الأكثر دموية على الاطلاق بعد مقتل 1300 مهاجر غير شرعي غرقاً في البحر المتوسّط، وبعدما سجّل يوم الأحد الماضي أسوأ حادثة راح ضحيتها 800 شخص بعد غرق مركب صيد قبالة سواحل ليبيا، ما رفع عدد قتلى جحيم المتوسط إلى أكثر من 1750 منذ بداية العام 2015، وهو عدد أكبر 30 مرة من حصيلة العام 2014.
وقال المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية جويل ميلمان لصحافيين في جنيف إن "المنظمة الدولية للهجرة قدّرت حصيلة قتلى العام 2015 حتى الآن بأنها أكثر 30 مرة ممّا كانت عليه في العام الماضي في الفترة نفسها حيث قُتل آنذاك 56 شخصاً في المتوسط"، مبدياً خشيته من أن يتمّ تجاوز حصيلة قتلى 2014 الإجمالية في المتوسط البالغة 3279 مهاجراً "في غضون أسابيع هذا العام، أو تفوق الحصيلة 30 ألف قتيل مع نهايته استناداً إلى الحصيلة الحالية".
وبعد ساعات على إعلان خطة عمل أوروبية لمواجهة مأساة المهاجرين في المتوسط، أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين أن الحصيلة النهائية لحادث الأحد "الأكثر دموية الذي سُجّل في المتوسط على الإطلاق" وصلت إلى 800 قتيل.
وتمكّن ممثلون عن "المفوضية الدولية للهجرة" والمفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين من إجراء مقابلات مع غالبية الناجين الـ27 الذين وصلوا إلى مرفأ كاتانيا في صقلية قرابة منتصف الليل (22,00 بتوقيت غرينيتش الاثنين).
وأعلنت الشرطة الإيطالية خلال الليل أن اثنين من الناجين وهما تونسي وسوري يشتبه في أنهما القبطان وأحد افراد طاقمه أُوقفا على متن مركب تابع لخفر السواحل بتهمة "الاتجار بالبشر".
وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ايطاليا كارلوتا سامي: "أجرينا مقارنات بين إفادات (الناجين)، كان هناك أكثر بقليل من 800 شخص على متن المركب، بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاماً. كان هناك سوريون، وحوالي 150 اريتريا، وصوماليون... لقد أبحروا من طرابلس السبت في الساعة 08,00".
وبحسب إفادات الناجين، فان مركب الصيد الذي كانوا على متنه غرق بسبب فقدان التوازن نتيجة تحرّك جموع المهاجرين الذين كانوا على متنه لدى اقتراب سفينة شحن برتغالية أتت لنجدته.
ورصد موقع filmsforaction.org، بالصور مأساة غرق المهاجرين غير الشرعيين القادمين من إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، والحالمين في الوصول لشواطئ أوروبا، في مياه البحر المتوسط، خلال الاثني عشر عاما الماضية.
وقال الموقع إن آلاف المهاجرين الباحثين عن حياة أفضل في أوروبا، غرقوا في البحر الأبيض المتوسط، خلال رحلة هروبهم من الفقر وسفك الدماء في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.
وأضاف أن العدد الدقيق للغرقى غير معروف، حيث تعتمد السلطات فقط على الجثث التي يتم العثور عليها، في حين تؤكد شهادات الناجين أن أعداد الغرقى تكون أكبر بكثير مما تعلنه السلطات.
وبحسب الإحصائيات الرسمية فقد غرق ما لا يقل عن 1500 مهاجر غير شرعي وهم يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط حتى الآن هذا العام، بينهم عدد كبير من الأطفال، مقارنة بـ100 فقط غرقوا قبل مايو من العام الماضي. وهو مؤشر سيء إلى أن عدد غرقى عام 2015 في طريقه لتجاوز عدد الذين توفوا في 2014 والذي بلغ 3200 شخص، -وفقا للمنظمة الدولية للهجرة-.