مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا
عثرت شرطة نيبال على جثث 100 من المتنزهين في الجبال، بينهم أجانب دفنهم انهيار جليدي ناجم عن الزلزال المدمر الذي ضرب هذا البلد الآسيوي، في وقت بدأت طائرات عسكرية أميركية بنقل فرق الإنقاذ والمساعدات إلى المناطق النائية.
وجرى انتشال الجثث في قرية لانغتانغ على بعد 60 كيلومتراً شمالي كاتمندو الواقعة على طريق مشهور للتنزه يتوافد عليه الغربيون. وقال المسؤولون إن الانهيار الجليدي محا القرية بكاملها، وتضم 55 منزلاً لاستضافة الزائرين.
وقال مساعد قائد شرطة المنطقة التي تقع بها لانغتانغ جوتام ريمال «يحفر متطوعون محليون ورجال الشرطة وسط الثلوج على عمق ست أقدام بالمجارف بحثاً عن مزيد من الجثث»، وأضاف أن القتلى بينهم 17 أجنبياً على الأقل، ولكن جرى التعرف إلى اثنين منهم فقط.
ولم يتضح عدد الناس الذين كانوا موجودين في لانغتانغ وقت وقوع الانهيار الجليدي، إلا أن مسؤولين قالوا إن نحو 120 شخصاً آخرين يمكن أن يكونوا مدفونين تحت الثلوج.
وقال أحد المسؤولين الكبار بالمنطقة اودهاف بهاتاراي، لم نتمكن من الوصول إلى المنطقة من قبل بسبب الأمطار والأحوال الجوية الملبدة بالغيوم، فيما أعلنت حكومة نيبال أن 7376 شخصاً لقوا حتفهم، كما أصيب أكثر من 14300 شخص جراء الزلزال
جهود
إلى ذلك، منح وصول طائرة النقل العسكرية سي.17، والطائرات الأربع من طراز أوسبري الأميركية أمس، إلى كاتماندو دفعاً إضافياً لجهود الإغاثة.
وقال الجنرال الأميركي بول كينيدي للصحافيين، إن وصول هذه الطائرات سيحدث فرقا فورياً، مضيفاً، لدينا فرق بحث وإغاثة تنتظر التمكن من التوجه إلى المناطق النائية، لدينا تجهيزات إنسانية، وخصوصاً ملاجئ، وتابع أن غالبية الأشخاص لا يعلمون أن الملاجئ هي الحاجة الأكثر ضرورة، لذلك سنبدأ نقلها بدءاً من اليوم الثلاثاء.
من جهته، قال مسؤول في وزارة الداخلية النيبالية سريا براساد سلوال، إن الطائرات الأميركية، ستساعد أيضاً المصابين في غربي النيبال، الأكثر تضرراً من الزلزال، مثل منطقتي سيندهوبالشوك وغوركا.
وتشارك حوالى 24 دولة في جهود الإغاثة في النيبال.. فيما رحبت السلطات بفرق الإغاثة الدولية، إلا أن الأخيرة، وبسبب كثرتها، عطلت العمل في المطار الدولي الوحيد في ضواحي كاتماندو.
5.6
أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، بأنّ زلزالاً بقوة 5.6 درجات، وقع قرب منتجعي كوينزتاون وواناكا في ساوث آيلاند في نيوزيلندا.
وأضافت أن مركز الزلزال كان على بعد 59 كيلومتراً شمالي كوينزتاون على عمق عشرة كيلومترات.
وذكر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، أنهم شعروا بالزلزال، ولكن لم ترد أنباء فورية عن وقوع أضرار أو إصابات.
المتطوعون المحليون تحملوا العبء الأكبر في الإغاثة
أكد سكان قرية دالتشاوكي في جنوب وسط نيبال، الذين يبلغ عددهم بالآلاف، أن المساعدة الأولى لمواجهة كارثة الزلزال، لم تأت من الحكومة أو الأمم المتحدة أو واحدة من العديد من المنظمات غير الحكومية الدولية بل جاءت من شبكة صغيرة أُنشئت عفوياً وتضم بعض المتطوعين المحليين الذين غالباً ما يكونون أول من يصل إلى مسرح الأحداث.
وتقول إحدى منظمي مجموعة المتطوعين، التي فضلت عدم الكشف عن اسم عائلتها نايانتارا،: في كل مكان ذهبنا إليه، يقول الناس: أنت أول شخص رأيناه. لم نر الحكومة ولم نر المنظمات الإنسانية. لقد وصل الصليب الأحمر إلى أماكن قليلة، ولكنه أيضاً يعمل بموارد محدودة.
وكان كل منزل من المنازل الـ24 الموجودة في دالتشاوكي، التي تبعد ثلاث ساعات بالسيارة عن العاصمة كاتماندو، إما قد دُمر تماماً بسبب الزلزال أو أصيب بأضرار بالغة تجعله غير صالح للسكن. وعلى مدار الأسبوع الماضي، كان سكان القرية يتقاسمون 12 خيمة مؤقتة مصنوعة من البلاستيك، ويقولون إن المواد الغذائية والمياه المتوفرة لديهم لن تكفي سوى لبضعة أيام أخرى.
وعندما وصلت حفنة من المتطوعين إلى القرية عبر طريق ترابي جبلي لا تستطيع اختراقه سوى سيارات الدفع الرباعي، وزعوا قطعاً من القماش المشمع وعبوات المعكرونة والبسكويت المجفف وأقراص علاج الإسهال.
وكانت هذه واحدة من حوالي 24 قرية وصل إليها المتطوعون منذ وقوع الزلزال في 25 أبريل.
فهم يلتقون في وقت مبكر صباح كل يوم في مكتب في باتان، المدينة الشقيقية لكاتماندو ومقر مقاطعة لاليتبور جنوب العاصمة، لاتخاذ قرار بشأن الأولويات، وتقسيم المجموعة إلى فرق، وحزم اللوازم القليلة المتوفرة لديهم في الجزء الخلفي من شاحنات بيك أب، ثم يتوجهون إلى القرى الصغيرة التي تنتشر في جبال نيب.
ووصل عدد أفراد المجموعة إلى نحو 100 شخص وهم يمثلون مزيجاً من السكان المحليين والمغتربين والسياح الذين تجمعوا لتشكيل وحدة عضوية بعد الزلزال لمعرفة ما يمكنهم القيام به. وتأتي إمداداتهم من خلال التبرعات الخاصة، وهم يحاولون البقاء بعيداً عن الأنظار لتجنب التعرض للإيقاف أو تحويل أموالهم إلى مسارات أخرى من قبل الحكومة.
انتشار في كل المناطق
وقد بدأت مجموعات صغيرة كهذه في الظهور في مختلف المناطق لمساعدة مجتمعاتها في ظل غياب المساعدات الرسمية. وكانت بعض القرى التي زارها الفريق مدمرة بالكامل تقريباً من جراء الزلزال، ولم تحصل غالبيتها حتى الآن على أي إغاثة حقيقية من المنظمات الكبيرة.
وقد نجا العديد منهم وظلوا على قيد الحياة منذ وقوع الزلزال دون أن يكون لديهم أي شيء تقريباً. ولتحديد القرى التي بحاجة إلى مساعدة، يعتمد المتطوعون على المكالمات الهاتفية ومواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما مجموعات فيسبوك التي تم تأسيسها خصيصاً لهذا الغرض منذ وقوع الزلزال.
مساعدة طبية
ويرافق كل فريق من المتطوعين طبيب يقدم الإسعافات الأولية ويوزع الدواء ويعطي الناس نصائح حول قضايا الصرف الصحي.
الدكتور أميت جوشي، هو طبيب شاب، أخذ إجازة من عمله في عيادة خاصة للمساهمة في استجابة المتطوعين، ولكنه لا يستطيع عمل الكثير غير التوصية بأن يذهب المرضى الذين يعانون من إصابات خطيرة إلى أقرب مستشفى للحصول على مزيد من الرعاية.
ولكن من الواضح على وجوه القرويين أن وجود طبيب يفحصهم يوفر بعض الراحة في وقت الشدة القصوى.
كان أول يومين مزدحمين للغاية نظراً لوجود العديد من الإصابات. ومنذ ذلك الحين، بدأ جوشي يرى إصابات معظمها طفيفة، ولكن نظراً لعدم تلقي العلاج في تلك القرى النائية ودون إمكانية الحصول على مياه نظيفة في ظروف معيشية صعبة، فإن خطر الإصابة بالعدوى والأمراض المعدية لايزال قائماً.
نقص الإمدادات
ونظراً لنقص الإمدادات المحلية، فقد اضطر المتطوعون لشراء بعض اللوازم من مناطق بعيدة، مثل المدن التي تقع على الحدود مع الهند - وهي الجزء من نيبال الذي لم يتأثر بالكارثة - والعودة بالسيارات إلى كاتماندو. ولكن لا يتوفر لديهم سوى أربع سيارات دفع رباعي للقيام بهذه المهمة.