بصاروخ مضاد للطائرات أحال الزعيم الكوري الشمالي وزير دفاعه ورجل نظامه القوى حسب وصفه إبان توليه المنصب قبل شهور قليلة إلى أشلاء، مقدماً دليلاً مادياً على عبارة أطلقها أحد المنشقين عنه في وقت سابق، «الخوف وحده لن ينجيك من وحشية هذا الطفل وإنما تحتاج الحظ أيضاً» وهو يروي لمحطات التلفزة الطريقة التي أعدم بها كيم جونغ أون زوج عمته لأنه لم يصفق له بحرارة، غير أن الفتى الذي ورث الحكم عن أبيه قبل خمس سنوات، لايزال يدهش العالم بصنوف قسوته التي تنتمي إلى العصور الوسطى، فبعد القتل عبر الأسود الجائعة ابتكر خياله طريقة جديدة للإعدام، وهي الضرب بالمدافع المضادة للطائرات التي كان أول ضحاياها وزير دفاعه.

ونقلت وسائل الإعلام أمس أن «غفوة» أثناء خطاب للزعيم كلفت وزير الدفاع ورجل النظام القوي هيون يونغ شول حياته بتهم من بينها الخيانة وعدم الولاء للنظام.

وقالت المخابرات في كوريا الجنوبية إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أعدم قبل حوالي أسبوعين وزير دفاعه هيون يونغ شول بضربه عبر مدفع مضاد للطائرات.

وذكرت تقارير إعلامية أن نائب مدير وكالة المخابرات في كوريا الجنوبية أبلغ لجنة برلمانية معلومات مفادها أن يونغ شول أُعدم في الثلاثين من أبريل الماضي رمياً بالرصاص بواسطة مدفع مضاد للطيران، بعدما وُجهت له تهم من بينها عدم الولاء لقائد الدولة، والتقليل من الاحترام الواجب له.

وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية -التي استندت إلى تأكيدات لنائب من الحزب الحاكم حضر اجتماع اللجنة البرلمانية- أنه وقع اتهام الوزير بسبب ضبطه «نائماً» أثناء عرض عسكري حضره كيم.

ووفقاً لذات المصدر، تم إعدام يونغ شول بحضور مئات المسؤولين العسكريين في العاصمة بيونغ يانغ. وكان وزير الدفاع قد عُيّن في منصبه قبل أقل من عام، وشارك منتصف الشهر الماضي في مؤتمر عن الأمن الدولي بالعاصمة الروسية موسكو، وظهر خلال المؤتمر مرتدياً بدلة عسكرية.

وفي وقت سابق، ذكرت تقارير كورية جنوبية أن الزعيم الكوري الشمالي أعدم هذا العام ما لا يقل عن 15 مسؤولاً كبيراً لأسباب بينها على ما يبدو الشك في ولائهم، كما أمر بإعدام وتصفية عدد من المسؤولين، من بينهم زوج عمته ومستشاره السياسي بتهم مختلفة، وذلك منذ وصوله إلى سدة الحكم أواخر عام 2011.

وتتحدث المخابرات الكورية الجنوبية عن أساليب «فظيعة» تستخدمها السلطات الكورية الشمالية في عمليات الإعدام التي استهدفت مسؤولين بارزين، ومن بينها المدافع المضادة للطائرات، وإطلاق كلاب جائعة على المحكوم عليهم.

ويعد إعدام يونغ شول هو الأحدث في سلسلة الإعدامات الوحشية، التي بدأت بإعدام رئيس إدارة المالية والتخطيط رمياً بالرصاص لاتهامه بتدمير الاقتصاد، وجاء إعدامه في أعقاب عملية إعادة تقييم كارثية للعملة التي تردد أنها أثارت اضطرابات وزادت من تفاقم نقص الغذاء سوءاً.

وفي أغسطس 2013 أعدم تسعة من أعضاء فرقة «أوركسترا الأونهاسو» الموسيقية طبقاً لوسائل إعلام يابانية نقلا عن منشق كوري شمالي. وكانت ري سول جو زوجة كيم عضوة فيها. وفي ديسمبر 2013 تم إعدام جانغ سونغ تايك زوج عمة كيم جونغ أون بسبب تصرفات مضادة للثورة طبقا لوسائل إعلام. وفي يناير 2015 تم إعدام نائب وزير بسبب شكواه من خطة لتشجير البلاد.