دعا زعماء دول مجموعة بريكس في ختام قمتهم في مدينة أوفا الروسية، أمس، كلا من إسرائيل وفلسطين إلى استئناف مفاوضات السلام بينهما، وفي الملف النووي الإيراني، وتوقع بيان المجموعة التوصل إلى خطة أعمال شاملة في أقرب وقت.

وجاء في بيان القمة المشترك أن دول مجموعة بريكس التي تضم كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، مقتنعة تماما بأن تسوية النزاع بين إسرائيل وفلسطين وفق المرجعيات الدولية ومن ضمنها قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبادئ مدريد، ومبادرة السلام العربية، من شأنها أن تساعد على إيجاد حلول إيجابية للأزمات الأخرى في الشرق الأوسط، وإحلال سلام وطيد في المنطقة.

ورأى زعماء دول المجموعة أن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية يجب أن تسفر عن تطبيق حل الدولتين الذي يقتضي إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على كامل ترابها الوطني ضمن حدود 1967، معترف بها، عاصمتها القدس وتعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل.

وأعربت دول مجموعة بريكس عن وقوفها ضد الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، التي تتنافى مع قواعد القانون الدولي، وتنسف الجهود الرامية إلى إحلال السلام، وتعرض للخطر فكرة حل الدولتين.

وناشدت المجموعة مجلس الأمن الدولي أن يتولى بالكامل وظائفه المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بأسرع وقت ممكن.

بيان ختامي

وتضمن البيان الذي أصدره زعماء المجموعة في ختام قمتهم العديد من القضايا الدولية، حيث أكد أن دول بريكس ستواصل مساهمتها في ضمان الأمن الدولي والنمو الاقتصادي العالمي، إلى أن من المستحيل محاربة الإرهاب بصورة فعالة، إلا بشرط وفاء جميع الدول بجميع الالتزامات الدولية التي تفرضها استراتيجية مكافحة الإرهاب على مستوى العالم.

كما أدان البيان «بأشد العبارات» الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، و«الانتهاكات الخطيرة واسعة النطاق لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي من قبل تنظيم داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى المنضوية تحت لوائهما».

كما أعرب البيان عن قلقه البالغ من تدهور الأوضاع الإنسانية على خلفية الأزمة السورية، رافضاً تسييس مسألة تقديم المساعدات الإنسانية في سوريا، و«نلاحظ استمرار التأثير السلبي للعقوبات الأحادية (المفروضة ضد دمشق) على الوضع الاجتماعي الاقتصادي في سوريا».

وفي النزاع الأوكراني، شددت المجموعة على عدم وجود حل عسكري للأزمة، ومؤكدة أن الطريق الوحيد إلى المصالحة يتمثل في الحوار السياسي الشامل.

وفي الملف النووي الإيراني، توقع بيان المجموعة التوصل إلى خطة أعمال شاملة في أقرب وقت بعد تنسيقها من قبل الصين وألمانيا وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة وإيران وبمشاركة الاتحاد الأوروبي.

وقال «من المقرر أن تعيد هذه الخطة الثقة الكاملة في الطابع السلمي البحت للبرنامج النووي الإيراني بالإضافة إلى ضمان رفع جميع العقوبات المفروضة على طهران».

وأشار «إن هذه الخطة يجب أن تمنح إيران كامل الحقوق في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، بما في ذلك حق تخصيب اليورانيوم بمراعاة معاهدة حظر الانتشار النووي والتزامات طهران الدولية».