لم يخطر على بال المسؤولين المكسيكيين أن يعاود خواكين « إل تشابو » غوزمان لويرا الهرب من سجن مشدد الحراسة يقع في بلدية ألمولايا دي خواريز في ولاية مكسيكو، كما يروي صحافي ومراسل وكالة الأنباء المغربية بمكسيكو.

لكن عملية الفرار هاته تثير لحد الساعة الكثير من عمليات الاستفهام والدهشة حيال الطريقة التي تمت بها، والتي تضاهي في كثير من تفاصيلها ما يحدث في أفلام هوليود، وذلك على الرغم من الحراسة المشددة المفروضة على السجن.

وقد لجأ  » إل تشابو  » غوزمان لويرا إلى الهرب عبر نفق يبلغ طوله ألف و500 متر يربط منطقة استحمام بزنزانته بمبنى خارج أسوار السجن.

وتزكي قصة الفرار هذه الأسطورة التي خلدها خواكين « إل تشابو » غوزمان في الأساطير الشعبية للمكسيك والدول المجاورة لها، باعتباره الأقوى في رشوة أي شخص وقدرته على الهرب من قبضة الأمن، حيث كانت المعلومة تصل إليه كلما تعلق الأمر بعملية لاعتقاله، باستثناء الأخيرة التي قادت إلى القبض عليه للمرة الأولى منذ فراره من السجن عام 2001.



وكان تاجر المخدرات المكسيكي « إل تشابو » يعد من قبل لجنة مكافحة الجرائم في شيكاغو العدو الأول للمدينة، علما أن هذا اللقب لم يمنح لأحد منذ العام 1930 عندما كان آل كابوني يثير الرعب في نفوس سكان المدينة خلال فترة حظر الكحول.


وأعلنت السلطات المكسيكية صباح الأحد عن فرار خواكين غوزمان لويرا بعد أن رصدت أنظمة كاميرات المراقبة بالسجن اختفاءه عن الأنظار، مطلقة على الفور حالة من التأهب وعملية لتحديد مكانه في المنطقة وفي طرقات الولايات القريبة.

إثر ذلك قامت السلطات بتعليق الرحلات في مطار تولوكا القريب في محاولة لتعقب زعيم كارتل (سينالوا).

وقد فتح مكتب المدعي العام للجمهورية تحقيقات مع 18 شخصا بشأن فرار  » إل تشابو « ، ومع الموظفين الذين كانوا في العمل وقت هروبه من السجن ، حسب المفوض الوطني للأمن مونتي اليخاندرو روبيدو غارسيا خلال مؤتمر صحفي.

وأوضح المسؤول الاتحادي أنه انتقل إلى سجن ألتيبلانو الفدرالي بمعية نائب المدعي المكلف بالتحقيقات في الجريمة المنظمة فيليبي دي خيسوس مونيوز من أجل الإشراف على التحقيقات التي يقوم بها مكتب المدعي العام الفدرالي.

يذكر أن الجميع اندهش من كون المطلوب الأول في المكسيك وزعيم تجارة المخدرات، « إل تشابو » – وتعني القصير كان يعيش في مجرد شقة صغيرة ببرج في منتجع بلدة مازاتلان الساحلية، إلا أنه ذات المكان الذي اعتقل فيه أخطر المطلوبين لدى السلطات المكسيكية والأمريكية بعد عملية مطاردة ماراثونية ومثيرة استمرت طيلة 13 عاما كانت محط أنظار وسائل الإعلام الدولية.

وبدأت عملية الإيقاع الأولى بـ«آل تشابو » مطلع شهر فبراير من السنة الماضية بالعثور في مدينة كولياكان المكسيكية على سبعة منازل معززة بأبواب حديدية ومرتبطة ببعضها بنفق أرضي ينتهي إلى أنظمة الصرف الصحي بالمدينة.

وكان الكشف بمثابة نقطة فارقة في عملية مطاردته، بجانب اعتقال العديد من رموز شبكة « سينالوا » لتهريب المخدرات التي كان يديرها، من بينهم اثنان تشتبه السلطات في توفيرهما للحراسة والأمن لقيادات الشبكة البارزة.

وفي نوفمبر من السنة الماضية، اعتقلت السلطات الأمريكية سيرافين زامبادا-اورتيز، وهو ابن إسماعيل « المايو » زمبادا، أقرب المقربين إلى « آل تشابو » ويعتقد أنه « وريثه » المحتمل في إدارة الشبكة، تلتها عدة اعتقالات ساهمت في كشف بيانات ساعدت السلطات على التعرف على الدائرة المقربة للزعيم، وفق مصادر أميركية مسؤولة مطلعة على العملية.

ونجحت السلطات المكسيكية في تحديد عدد من المنازل « الآمنة » محاطة ببوابات حديدية ومنافذ للهرب تقود إلى أنفاق تحت الأرض، وذلك أثناء استجواب أحد السعاة ويدعى ماريو هيداليغو آرغويللو، الذي أقر بمكانها سهوا.

وداهمت قوة مارينز مكسيكية خاصة إحداها، وهو مقر السكن الرئيسي لـ «القصير »، في بلدة كولياكان، وعندما نجحت في اجتياز الأبواب الحديدية كان « آل تشابو » قد اختفى أثره، بالتسلل عبر فتحة تحت مغطس حمامه.

وبعد فترة من ذلكن أعلنت السلطات المكسيكية اعتقاله في فبراير 2014 في مزاتان بولاية سينالوا الساحلية.

وتجري السلطات المكسيكية حاليا عمليات بحث حثيثة، تشارك فيها كل الوحدات الأمنية والعسكرية، في سبيل تحديد مكانه في أقرب وقت ممكن.