لا يزال الجدل حول استخدام هيلاري كلينتون عنواناً بريدياً إلكترونياً خاصاً، حين كانت وزيرة للخارجية، ينعكس على حملتها للانتخابات الرئاسية عام 2016.

واضطرت كلينتون هذا الأسبوع إلى الموافقة على السماح لمكتب التحقيقات الفدرالي «اف.بي.آي» بالوصول إلى الخادم الخاص الذي يحتوي على رسائلها الإلكترونية بعدما رفضت ذلك على مدى اشهر. وفي ما يلي عرض مقتضب للوقائع المعروفة والأسئلة التي لا تزال مطروحة في هذه القضية.

أرسلت هيلاري كلينتون وتلقت 62320 رسالة إلكترونية خلال السنوات الأربع التي كانت خلالها وزيرة للخارجية بين 2009 و2013 انطلاقا من بريد إلكتروني خاص. وشرحت أن استخدامها هذا العنوان، وليس عنواناً حكومياً رسمياً، يعود ببساطة «لدواعي السهولة»، مشيرة إلى ضرورات استخدام هاتف ذكي واحد.

ونزولاً عند طلب وزارة الخارجية سلمت الرسائل الإلكترونية التي تعتبرها رسمية وعددها تحديدا 30490 رسالة. وتعتبر كلينتون أن الرسائل الإلكترونية المتبقية وعددها 31830 هي محفوظات خاصة، مشيرة إلى أن الخادم الذي يحفظ بريدها الإلكتروني أفرغ بعد تسليم نسخ ورقية عن هذه الرسائل الإلكترونية الرسمية.

مراجعة

وتعمل وزارة الخارجية على مراجعة كل رسائل كلينتون الإلكترونية الرسمية وقد نشرت منها 3500 حتى الآن على أن تستكمل نشرها بحلول يناير 2016. أعلنت كلينتون في 25 يوليو «إنني واثقة من أنني لم أرسل ولم أتلق أي معلومات كانت مصنفة سرية لحظة إرسالها أو تلقيها».

غير أن المحققين عثروا مؤخرا على أربع رسائل إلكترونية تتضمن معلومات سرية. وأعلن المفتش العام لدى الاستخبارات الأميركية تشارلز ماكالوغ الثلاثاء أمام الكونغرس أن اثنتين من هذه الرسائل تتضمنان معلومات «عالية السرية».

وهذا العدد من الرسائل التي تتضمن معلومات سرية ليس نهائيا، إذ لم يتم حتى الآن التدقيق سوى بعينة محدودة من اجمالي الرسائل الإلكترونية الرسمية الـ30490. وكشفت صحيفة نيويورك تايمز في يوليو ان المفتش العام في الاستخبارات رفع المسألة إلى الـ«اف.بي.آي». وتحدثت الصحيفة في بادئ الأمر عن تحقيق «جنائي» قبل أن تعود وتصحح مشيرة إلى تحقيق «أمني». غير أن ذلك لم يمنع خصوم كلينتون الجمهوريين من مواصلة توجيه الانتقادات والاتهامات إلى المرشحة الديمقراطية حول نشاطات «جنائية» محتملة.

وفي بيان توضيحي طويل، أكدت مديرة الاتصال في حملة كلينتون، جنيفر بالمييري، أنه ليس هناك «أي تحقيق جنائي على الإطلاق بشأن خادم بريد هيلاري (كلينتون) الإلكتروني أو بريدها الإلكتروني». ويشدد المدافعون عن المرشحة الديمقراطية على أن تحقيق الـ«اف.بي.آي» يتركز حول أمن رسائلها الإلكترونية، وليس على شخصها.

طريقة عمل

وتكشف الرسائل الإلكترونية الـ3577 التي نشرت حتى الآن عن طريقة عمل «آلة كلينتون» المعروفة بفاعليتها. ومعظم هذه الرسائل يعالج مسائل بسيطة متعلقة بالموظفين أو يتضمن مقالات صحافية تنقل إلى وزيرة الخارجية. وتم حذف مقاطع واسعة من العديد من صفحات هذه الوثائق.

وتكشف الرسائل الإلكترونية بصورة خاصة أن سيدني بلومنتال، الصديق القديم لهيلاري كلينتون، كان يقدم لها النصائح بشكل منتظم، لا سيما حول ليبيا، في حين لم يكن يتولى أي منصب حكومي رسمي. وأقل من 10 في المئة من الرسائل الإلكترونية المنشورة على علاقة بقضية بنغازي وتعليقات كلينتون حول هذا الهجوم، الذي وقع في 11 سبتمبر 2012 في هذه المدينة الليبية وأدى إلى مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير.

وهي لا تعكس الكثير من القلق حول توصيف السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة آنذاك، سوزان رايس، هذا الهجوم بأنه «عفوي». واعتبر الجمهوريون هذا التوصيف المثير للجدل بمثابة محاولة للتقليل من أهمية الحدث.

غير أن رسالة إلكترونية بتاريخ 24 ابريل 2011 حذرت كلينتون قبل بضعة أشهر من الهجوم بأن فنادق بنغازي هي هدف محتمل لهجمات استنادا إلى معلومات محلية.

وقال حاكم ويسكونسن سكوت ووكر، المرشح للانتخابات التمهيدية الجمهورية، إن الصينيين والروس ربما يعرفون أكثر من الكونغرس عن رسائل كلينتون الإلكترونية، معتبرا أن «هذا جعل أمننا القومي معرضاً للخطر».

وردت حملة كلينتون أن هذا غير صحيح، مؤكدة انه «ليس هناك مؤشرات إلى حصول اي عملية اختراق» لبريد كلينتون الإلكتروني أو خادمه.

وثائق

قال الناطق باسم وزارة الخارجية جون كيربي الثلاثاء إن الرسائل الإلكترونية التي تتضمن معلومات «عالية السرية» التي تحدث عنها المفتش العام لدى الاستخبارات، هي وثائق كانت قيد التداول حول «أنظمة غير سرية» معتمدة في الوزارة وتم «تمريرها» لاحقاً إلى بريد كلينتون الإلكتروني.