أبقت بلجيكا على درجة التأهب الأمني القصوى في العاصمة بروكسل، فيما رفعت المخابرات والشرطة والأجهزة القانونية من استتنفارها وأجرت مراجعة جديدة، إلى جانب عمليات بحث وتعقب أثر عدد من الانتحاريين المحتملين، المشتبه بقدرتهم على القيام بهجمات. في حين ناشد شقيق مشتبه به شقيقه الهارب تسليم نفسه للسلطات البلجيكية، كي «يتمكن من أن يعطينا نحن عائلته وعائلات الضحايا وكل الأشخاص الآخرين الإجابات التي نحن في انتظارها».

وقال مركز الأزمات في بلجيكا عبر موقع «تويتر»، أمس، إن درجة التأهب الأمني في بروكسل ستظل عند المستوى الرابع، وهي الدرجة القصوى التي تشير إلى تهديد «جدي ووشيك» بشن هجوم، بينما بقيت عند الدرجة الثالثة في باقي أنحاء بلجيكا، ما يعني وجود تهديد محتمل.

ويقدم المركز النصح للحكومة في ما يتعلق بالأمن.

وقررت بلجيكا رفع درجة التأهب في بروكسل إلى الدرجة القصوى السبت وإغلاق خدمة قطارات الأنفاق، ونصحت الناس بتجنب الازدحام بسبب خطر شن متشددين هجمات منسقة متعددة.

وقالت مصادر أمنية إن الإجراء جاء بسبب «خطر هجوم يشنه أشخاص باستخدام أسلحة ومتفجرات»، وبناء على «معلومات تتسم نسبياً بالدقة حول خطر وقوع هجوم شبيه بما حصل في باريس»، ما استتبع إجراءات غير مسبوقة في بروكسل، التي يقطنها نحو 1.2 مليون نسمة، وتضم مقرات الاتحاد الأوروبي ومقر الناتو.

وسارعت القيادة الأميركية في أوروبا إلى فرض قيود لمدة 72 ساعة على السفر إلى بروكسل لجميع العسكريين الأميركيين وموظفي وزارة الدفاع «بنتاغون» المدنيين والمتعاقدين، وأفراد عائلات العاملين بالقيادة ومن يعولونهم.

يشار إلى أن بلجيكا كانت بشكل خاص محور التحقيقات في هجمات باريس بعد أن تبين أن اثنين من الانتحاريين كانوا يعيشون في هذا البلد، فالسلطات الفرنسية قالت إن الهجمات خطط لها في بروكسل البلجيكي عبد الحميد أبا عود.

تعقب

ومن جهته، صرح عمدة بلدية في بروكسل لشبكة «ار.تي.بي. اف» أنه يقال إن اثنين من الإرهابيين مطلوبين على خلفية صلتهما بهجمات باريس موجودان في العاصمة البلجيكية.

وقال عمدة بلدية شايربيك بيرنارد كليفايت: «الخطر حقيقي. لقد علمنا أن الإرهابيين في بروكسل، ويمكن أن يرتكبا أعمالاً خطرة».

كما أشار وزير الداخلية البلجيكي يان يامبون إلى «عدة مشتبه بهم»، لا سيما أن العديد من مهاجمي باريس لديهم صلات بالعاصمة البلجيكية.

وتقوم الشرطة في بروكسل منذ أكثر من أسبوع بالبحث عن صلاح عبدالسلام، شقيق أحد منفذي هجمات باريس.

ويشتبه أن عبدالسلام، الذي يعيش في بلدية شايربيك، شارك في هجمات باريس قبل عودته للعاصمة البلجيكية.

نداء عائلي

وإلى ذلك، طالب محمد عبدالسلام شقيقه صلاح عبدالسلام المشتبه في مشاركته في هجمات باريس الإرهابية بتسليم نفسه للشرطة.

وفي تصريحات للتلفزيون البلجيكي «آر.تي.بي.إف»، قال محمد عبدالسلام: «نريد أن يقدم صلاح نفسه للشرطة حتى يتمكن بذلك من أن يعطينا نحن عائلته وعائلات الضحايا وكل الأشخاص الآخرين الإجابات التي نحن في انتظارها».

وعن البحث المكثف للشرطة عن شقيقه، قال محمد: «نحن نفضل أن نرى صلاح في السجن على أن نراه في المقبرة».

يذكر أن صلاح وشقيقيه ينحدرون ثلاثتهم من حي مولنبيك بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وكان إبراهيم عبدالسلام قد فجر نفسه في مطعم «كومبتوار فولتير» ضمن الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس يوم الجمعة قبل الماضي، وبدأت الشرطة البحث عن شقيقه الأصغر صلاح (26 عاماً) الذي يعتقد بأنه شارك في الهجمات.