تصاعد غضب العالم على تصريحات المرشّح المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب المعادية للمسلمين، ففيما وصفها «البنتاغون» بأنّ من شأنها تقويض الأمن القومي وتعزيز قدرات تنظيم داعش، وقعّ أكثر من 150 ألف بريطاني عريضة تطالب حكومة ديفيد كاميرون بمنع دخول ترامب الأراضي البريطانية، فيما هبّت رياح انتقادات أخرى من الصين واستراليا.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن خطاب المرشّح للفوز بثقة الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب المعادي للإسلام يقوّض الأمن القومي الأميركي، ويعزّز من قدرات تنظيم داعش. وأكّد البنتاغون أنّ «إغلاق حدود الولايات المتحدة بوجه المسلمين سيقوّض الجهود الأميركية في التصدي للأيديولوجيات المتطرّفة. وأضاف الناطق كوك دون ان يذكر ترامب بالاسم: «أي شيء يعزّز خطاب «داعش» ويضع الولايات المتحدة في مواجهة مع الدين الإسلامي ليس مخالفاً لمبادئنا فحسب بل يناقض أمننا الوطني أيضاً».

توقيع عريضة

إلى ذلك، وقع أكثر من 150 ألف شخص على عريضة بحلول أمس لمنع دخول دونالد ترامب المرشّح المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية الأراضي البريطانية بعد خطاب الكراهية الذي دعا فيه إلى فرض حظر على دخول المسلمين الولايات المتحدة.

وجاء في العريضة أن بريطانيا منعت دخول العديد من الأشخاص بسبب خطاب الكراهية. وجاء في العريضة: «إذا أرادت المملكة المتحدة مواصلة تطبيق معايير السلوك غير المقبول على أولئك الذين يرغبون في دخول حدودها، فإنه يجب أن يتم تطبيقها على الأغنياء والفقراء والضعفاء والأقوياء».

ويتوجب على الحكومة البريطانية النظر في أي عريضة تحصل على تأييد أكثر من 100 ألف شخص ويتم مناقشتها والتصويت عليها في البرلمان.

مطالب سخيفة

ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خطاب المرشح الرئاسي المحتمل بأنه يثير الخلاف وغير مفيد وبكل بساطة خطأ. وأغضب ترامب أيضاً الساسة والشرطة البريطانية بقوله لقناة أميركية إنّ أجزاء من لندن كانت متطرفة لدرجة خوف عناصر الشرطة على حياتهم الخاصة.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» عن عمدة لندن بوريس جونسون قوله إن «مطالب ترامب ببساطة سخيفة».

وقال جونسون إن «الجريمة تشهد انخفاضاً بشكل ثابت في كل من لندن ونيويورك والسبب الوحيد الذي يجعلني لا أذهب إلى بعض الأماكن في نيويورك هو خطر مقابلة دونالد ترامب».

انتقاد صيني

إلى ذلك، عبرت الصين عن انتقاد متوازن وغير مباشر لتصريحات دونالد ترامب.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، إنّ «ما قاله ترامب شأن أميركي داخلي يخص الولايات المتحدة، وإنه لا يمكنها التعليق على الشؤون الداخلية الأميركية»، مضيفة: «لكن موقف الصين واضح للغاية بالنسبة للقضية التي أثارها، تعارض الصين كل أشكال الإرهاب، نرى أن المجتمع الدولي يجب أن يبذل جهداً مشتركاً لمحاربة الإرهاب وفي الوقت نفسه نعارض دوماً ربط الإرهاب بأي جماعة عرقية أو دين بعينه».

رفض قاطع

بدوره، أعلن وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون بانه لا يمكن القبول باقتراح دونالد ترامب الرامي إلى منع المسلمين من الدخول إلى الولايات المتحدة.

وقال ديون بعد خروجه من مجلس العموم: «لم نكن أبداً بعيدين إلى هذا الحد في كندا لما نسمعه في الولايات المتحدة».

وأضاف أنّ «ما قاله دونالد ترامب هو شيء لا يمكن أن نقبله في كندا».

واعتبر ديون الذي ينتمي إلى الحزب الليبرالي الكندي أنّ أي حزب سياسي كندي لا يمكنه ان يقترب قيد أنملة مما قيل في الولايات المتحدة».

وأكّد وزير الخارجية الكندي أنّ «الكنديين سيرفضون دائماً الانصياع لمثل هذا الشعور المعادي للأجانب»، معتبراً أنّ «كندا قوية ليس بالرغم من تنوّعها ولكن بفضل تنوعها».