بعد أن خلص تقرير الحكومة البريطانية إلى أن الانتماء لجماعة الإخوان يعتبر تطرفاً، وأن لفروع الجماعة صلة بالتطرف العنيف المؤدي لأعمال إرهابية، قررت الحكومة في لندن منع إصدار تأشيرات السفر لأعضاء الجماعة والذين يدلون بتصريحات متطرفة.

وتنص القواعد الجديدة على منع الدعاة المتشددين التابعين للإخوان وغيرهم من الجماعات المتطرفة من نشر مواد متطرفة على الإنترنت، وأن أي شخص يتبنى أفكارهم سيمنع من العمل مع الأطفال. وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي لـ «البيان» إن الاستراتيجية الجديدة ستنظم دروساً إجبارية للأشخاص الذين يمثّلون تهديداً أمنياً لدفعهم للتخلي عن الأفكار المتشددة.

وقالت ماي إن التطرف غير العنيف (وهذا ما أشار إليه التقرير بشأن الإخوان) لا يجب أن يستمر «دون مواجهة» لأنه أدى إلى نشر التعصب، موضحة أن هذه الإجراءات ستطبق أيضاً على تطرف المنظمات النازية كما هو الحال بالنسبة للتطرف الإسلامي.

كلمة السر

وقال جون جنكينز، أحد أكبر المسؤولين الحكوميين البريطانيين وأكثرهم خبرة، وكان يشغل منصب السفير البريطاني لدى المملكة العربية السعودية، ورئيس لجنة التحقيق في نشاط الإخوان في بريطانيا لـ «البيان» إنه قام بتقييم لوجهات نظر الإخوان بشأن الإرهاب، ولجوء الجماعة عبر أفرع لها في العالم إلى أعمال العنف، وتبين له أن «حسن البنا» قبل باستغلال العنف لأغراض سياسية، ونفذت الجماعة خلال حياته اعتداءات واغتيالات سياسية.

وبدأ خبراء مكافحة الإرهاب إطلاق حملة جديدة ضد أعضاء جماعة الإخوان في بريطانيا، وذلك في أعقاب تحذير رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من أن الجماعة تعد بمثابة «طريق لعبور» بعض الإرهابيين، بحسب ما أفادت صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية التي أوضحت أن التركيز الجديد سيكون على أعضاء التنظيم والتابعين له والمرتبطين به ممن يروّجون لآرائهم المتطرفة، وهذا يعني تحليل ما يكتبونه باللغتين العربية والإنجليزية.

وقف التواصل

وستقرر الحكومة ما إذا كانت ستتخذ إجراءات لوقف «التواصل» مع الإخوان بما في ذلك وقف أي شيء من شأنه أن يمنح المتطرفين شرعية أو منبراً.

وفي السياق، صرح ماريك روليي المسؤول عن مكافحة الإرهاب في انجلترا، لـ «البيان» إن هناك «ارتفاعاً استثنائياً» في عدد التحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن البريطانية حول قضايا مرتبطة بأصحاب التطرف العنيف من أمثال بعض القيادات المتطرفة من الإخوان المرتبطة بالإرهاب، مشيراً أيضاً إلى إحباط العديد من المخططات الإرهابية هذا العام، مؤكداً أن كل هذه المخططات إما تدار من الخارج أو أنها استلهمت من الإرهاب الخارجي.

وجاء التقرير في لغة شديدة الإحكام مدينة لـ «الإخوان»، مشيراً إلى أن الإخوان كثيراً ما اعتبروا بريطانيا عدوة.

مراحل الحظر

وعقب المحلل البريطاني في حزب «بريطانيا أولاً» مارتين بلير بالقول إنه «بناء على معطيات التاريخ، نستطيع أن نقول إن بريطانيا إذا ما أرادت أن تمنع أو تحظر تنظيماً فإنها في المرحلة الأولى تقوم بوصف التنظيم بالمتطرف، وستليها المراقبة ومن ثم الطرد والحظر، وهذا ما مرت به 67 جماعة إرهابية دولية حظرت في بريطانيا و14 منظمة في أيرلندا الشمالية.

وأشار بلير ان الحزب سيقوم بتنسيق مع منظمات مدنية لتظاهرات أمام مبنى الإخوان المسلمين في لندن تطالب بطرد القيادات الإخوانية المتطرفة من المملكة المتحدة، مشدداً أن لا مانع من بقاء من يتنازل عن فكرة الإخواني.

وأكد مصدر في الأمن البريطاني انه تم رفض منح 5 تأشيرات لأعضاء الجماعة والمرتبطين بها ممن أكد أن لديهم سجلاً في الإدلاء بتصريحات متطرفة تضر بالصالح العام، مؤكداً أن بريطانيا قامت أخيراً بإبعاد 40 متطرفاً، بسبب بث أفكار متعلقة بالحضّ على العنف والكراهية.

2

قال أمين لجنة العلاقات الخارجية في حزب «الحرية والعدالة» الإخواني، محمد سودان، المقيم في لندن، إنّ بريطانيا كانت وافقت على طلبَي لجوء لاثنين من قيادات الإخوان اللذين تقدما بأوراقهما إلى الجهات المختصة، في حين لم ترد حتى الآن على طلبات أخرى مقدمة من قبل عدد قليل من قيادات الجماعة البارزين.