حض الرئيس الأميركي باراك أوباما إيران، غداة رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها، على اغتنام الفرصة «النادرة» التي توافرت لها لجعل العالم أكثر أماناً، في وقت أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرضها المزيد من العقوبات على طهران فيما يتصل بملف «الصواريخ البالستية»، معيدةً إلى أذهان القادة الإيرانيين الذين ذهبوا بعيداً في الاحتفاء بالخطوة أن طريق بلادهم مع العقوبات لا يزال طويلاً.

ووسط صمت عربي شبه كامل وتهافت من الشركات الغربية على الكيكة الإيرانية، تبارت الدول في إبداء مواقف متفاوتة بين الترحيب المتحفظ والمخاوف، بينما أمضى الإيرانيون يومهم الأول منذ ثلاث عشر عاماً خلت من دون عقوبات.

وفي واشنطن، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الاتفاق مع إيران يشكّل «فرصة فريدة». وقال «بدأ تنفيذ اتفاق حول الملف النووي إلى جانب لمّ شمل عائلات أميركية. لقد حققنا تقدماً تاريخياً بفضل الدبلوماسية دون خوض حرب جديدة في الشرق الأوسط».

خلافات وعقوبات

لكن الرئيس الأميركي شدد مرة أخرى على «الخلافات العميقة» التي لا تزال قائمة بين واشنطن وطهران بسبب «أنشطتها المزعزعة للاستقرار». وفي دليل على ذلك، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة تتعلق ببرنامج الصواريخ البالستية الإيراني.

وقالت الوزارة في بيان إنها أدرجت خمسة مواطنين إيرانيين وشبكة تضم 11 شركة على القائمة المالية الأميركية السوداء، مما يعزز فرص إحياء التوتر بين البلدين. ودخل الاتفاق بين إيران والدول الكبرى السبت حيز التنفيذ، بعد إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي وصل مديرها العام يوكيا أمانو إلى طهران أمس، أن إيران أوفت بالتزاماتها الهادفة إلى ضمان سلمية برنامجها النووي.

إشادة

وأشاد الرئيس حسن روحاني، الأحد، بفتح «صفحة جديدة» بين إيران والعالم، بعد رفع معظم العقوبات. وخلال مؤتمر صحافي في طهران، قبل إعلان العقوبات الأميركية، سئل روحاني عما سيحصل في حال فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أو انتهكت بنود الاتفاق النووي، فأجاب أن «أي فعل سيقابل بردّ فعل». وأضاف: «إذا فرض الأميركيون أي تدابير فسيتلقون رداً ملائماً».

وأوروبياً، تستعد الشركات للعودة إلى إيران، في وقت أشاد العديد من العواصم بالاتفاق النووي، معتبرةً ذلك نجاحاً للدبلوماسية، برغم إعلان الولايات المتحدة أنها ستبقى «حذرة للتحقق من أن إيران ستفي بالتزاماتها».

وأعلن كيري، الأحد، أن الولايات المتحدة ستسدد لإيران 400 مليون دولار ديوناً، و1,3 مليار فوائد تعود إلى حقبة مضت، فيما ستكون إيران ملزمة بتنفيذ أحكام قضائية بتعويض العشرات من أسر الضحايا الأميركان. من ناحيته، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي بتنفيذ الاتفاق، معرباً عن أمله بنجاحه باعتباره يعزز الاستقرار في المنطقة.

ورحبت فرنسا، على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس، بتنفيذ إيران الاتفاق النووي، فيما وصف وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر الاتفاق بأنه نجاح تاريخي للدبلوماسية، داعياً إيران إلى الوفاء بالتزاماتها.

 أما هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي المحتملة لانتخابات الرئاسة الأميركية، فرأت أن انعدام الثقة والتحقق الدائم سيكون نهجها في التعامل مع الاتفاق النووي الإيراني، حال فوزها في الانتخابات المقبلة.