تراجع تساقط الثلوج في شرق الولايات المتحدة بعد أكثر من 30 ساعة من انهمارها، حيث أدت العاصفة «جوناس» إلى مقتل 18 شخصاً على الأقل وشلت الحركة في العديد من المدن الكبرى وبينها نيويورك، وأدت إلى إلغاء آلاف رحلات طيران، إضافة إلى انقطاع الكهرباء عن عدد من المقاطعات، في حين وصلت درجات الحرارة في بعض مناطق الصين إلى 41 درجة تحت الصفر، كما بلغ ارتفاع الجليد بمناطق أخرى في كوريا الجنوبية أكثر من متر، وأدى تساقط الثلوج في البلدين إلى إلغاء المئات من رحلات الطيران، في موجة برد لم تشهدها الصين وكوريا الجنوبية منذ عقود.

وفيما بدأت العاصفة في الانحسار، أمس، أفاد مسؤولون محليون بمقتل 18 شخصاً على الأقل بسبب هذه الأحوال الجوية، ثلاثة في نيويورك وهم يحاولون إزالة الثلج من الطرقات، وستة من كارولينا الشمالية، واثنان في فرجينيا واثنان في كونتاكي، وواحد في ميريلاند وآخر في آركنساس.

انقطاع الكهرباء

وتسببت سماكة الثلج في انقطاع التيار الكهربائي في مناطق عدة في بلد نادراً ما تكون فيه أعمدة الكهرباء تحت الأرض، بسبب تجاوز سماكة الثلج 60 سنتيمتراً في عدد من المدن. وأفادت أجهزة الطوارئ بمعاناة نحو 120 ألف شخص في كارولاينا الشمالية من انقطاع الكهرباء. وفي نيو جيرسي، حرم 90 ألف شخص من التيار الكهربائي منذ بعد الظهر، بحسب الحاكم كريس كريستي.

وفي لوندون بولاية فرجينيا، بلغ سمك الثلوج التي انهمرت في ساعات قليلة متراً، بحسب الأرصاد الوطنية.

تعطيل الحركة

وأعلن حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو، تعطيل الحركة في المدينة وفرض حظر التنقل على كل السكان، لتلافي تداعيات هذه العاصفة الثلجية.. داعياً السكان إلى عدم الخروج من منازلهم إلى الطرقات إلا في الحالات الطارئة.

وتم غلق مجمل الجسور التي تربط نيوجرسي ونيويورك. وحوصر الآلاف من سائقي السيارات في كنتاكي على طول الطريق السريع المتجمد، ما تسبب في ازدحام مروري ضخم على طول ستين كيلومتراً، ليل الجمعة السبت.

وتوقفت الحافلات ومترو الأنفاق عن العمل تماماً في واشنطن.

إلغاء رحلات

واستبقت مطارات المنطقة وشركات الطيران الأمر، وأعلنت إلغاء نحو 8300 رحلة في المطارات الأميركية يومي أول من أمس وأمس. كما أعلن أمس أن مطاري واشنطن سيبقيان مغلقين.

توقع خبراء الأرصاد الجوية أن يتأثر بشكل مباشر من هذه العاصفة الثلجية قرابة 85 مليون شخص.. حيث أمرت السلطات بعمليات إخلاء إجبارية في بعض المناطق الساحلية، إضافة لإلغاء أكثر من سبعة آلاف رحلة جوية خلال الأسبوع الجاري. كما ضربت العاصفة مدينة بالتيمور في الولايات المتحدة الأميركية، ما أعاق حركة المرور المحلية والحياة اليومية للناس. وذكرت دائرة الأرصاد الجوية أنها أقوى عاصفة ثلجية تحدث منذ 30 عاماً، ووصل متوسط سرعة الرياح إلى 30 كيلومتراً بالساعة. ووصل ارتفاع الثلوج إلى 60 سم، ونادراً ما يسير أحد في الطريق سوى سيارات الأجرة، إذ إن السيارات الخاصة دفنت تحت الثلوج.

استنفار برتقالي

من جهة أخرى، أعلن المركز الوطني للأرصاد الجوية في الصين، حالة «الاستنفار البرتقالي» في كل أنحاء البلاد، حيث من المتوقع أن تسجل الحرارة أقصى درجات الانخفاض في الجزء الشمالي من البلاد، وتصل إلى 39 درجة تحت الصفر في موهي (شمال شرق) المتاخم للحدود مع سيبيريا، وحتى إلى 41 تحت الصفر في غينهي (شمال). وفي العاصمة بكين (شمال) هبطت درجات الحرارة إلى 17 تحت الصفر صباح أول من أمس، وإلى 28.8 تحت الصفر في منطقة جبلية في ضواحي المدينة.

تقطع سبل

إلى ذلك، وفي كوريا الجنوبية توقفت الرحلات الجوية في مطار جزيرة جيجو السياحية لليوم الثاني، أمس، بسبب أكبر تساقط للثلوج منذ 32 عاماً، حيث بلغ ارتفاعها 11 سنتيمتراً مع وصول ارتفاع الجليد لأكثر من متر في المناطق الجبلية.

وذكرت وزارة النقل أن رحلات جوية كثيرة، إما ألغيت وإما أجلت قبل إغلاق مطار جيجو مساء أول من أمس، وإن نحو ستة آلاف راكب تقطعت بهم السبل في المطار، لكن العدد تراجع إلى 1500 في ساعة مبكرة من صباح أمس.

بايدن وكارتر

أجبرت العاصفة الثلجية نائب الرئيس جو بايدن ووزير الدفاع آشتون كارتر على تحويل مسار رحلاتهم الجوية إلى فلوريدا، بدلاً من العودة إلى واشنطن بعد جولات خارجية. وذكر البيت الأبيض أن طائرة بايدن هبطت في ميامي عقب عودته من جولة خارجية أجرى خلالها اجتماعات مع مسؤولين أتراك في اسطنبول، علاوة على حضور المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.

وهبطت طائرة كارتر الذي كان يحضر أيضاً اجتماعات في سويسرا، في قاعدة تابعة لسلاح الجو في مدينة تامبا بولاية فلوريدا، وفقاً لما ذكره الناطق باسمه. واشنطن ــ د.ب.أ