حمّلت العديد من دول العالم النظام السوري وروسيا مسؤولية انهيار محادثات جنيف من خلال الحملة التي تشن على المعارضة في الميدان، داعية إلى وقف الغارات والقصف وحصار المدن واللجوء إلى الحل السياسي بدلاً من الحسم العسكري، بينما يعقد مجلس الامن الدولي جلسة مشاورات اليوم (الجمعة) مع الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا. وقال دبلوماسيون في الامم المتحدة ان دي ميستورا سيقدم تقريرا الى سفراء الدول الـ15 في مجلس الامن عن الظروف التي دفعت الى تعليق محادثات جنيف.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري انه اتصل بنظيره الروسي سيرغي لافروف وطلب منه وقف الضربات الجوية الروسية ضد المعارضة في سوريا.وقال كيري أمام الصحافيين على هامش مؤتمر المانحين في لندن انه خلال حديث «صريح»، ذكّر روسيا بقرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف اطلاق نار فوري في سوريا لإفساح المجال أمام ايصال المساعدات إلى المدن المحاصرة.
وأضاف إن روسيا لديها مسؤولية، كما كل الأطراف الاخرى، باحترام هذا القرار. وتابع «اجريت محادثة مع الوزير لافروف واتفقنا على انه يجب بحث كيفية تطبيق وقف اطلاق النار».
وشدد كيري على ضرورة ان يسمح النظام السوري وحلفاؤه وكذلك فصائل المعارضة بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.
وفي موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان، ان لافروف وكيري عبرا عن اسفهما لتعليق محادثات السلام السورية واتفقا على بذل الجهود اللازمة لكي تكون فترة تعليقها اقصر ما يمكن.
وكانت واشنطن وباريس حملتا أول من أمس، النظام السوري وروسيا مسؤولية نسف «جنيف 3» عبر السعي إلى حل عسكري للنزاع.
وقال كيري إن مواصلة الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري -مدعومة بالغارات الروسية- على مناطق تسيطر عليها المعارضة اظهرت بوضوح الرغبة لدى النظام وموسكو بالسعي إلى حل عسكري بدلا من اتاحة المجال امام التوصل إلى حل سياسي. واضاف: ندعو النظام السوري وداعميه إلى وقف قصفهم للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة لا سيما حلب».
وعبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن إدانة فرنسا لـ«الهجوم الوحشي الذي يشنه النظام السوري بدعم من روسيا لتطويق وخنق حلب وسكانها البالغ عددهم مئات الآلاف». وأضاف: أعبر عن دعم فرنسا الكامل لقرار المبعوث الدولي تعليق المفاوضات التي يبدو واضحاً أن نظام بشار الأسد وداعميه لا يريدون المساهمة فيها بحسن نية، ناسفين بالتالي جهود السلام.
كي مون
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان التكثيف المفاجئ للقصف الجوي والنشاط العسكري في سوريا قوض المحادثات ودعا الأطراف إلى العودة لطاولة التفاوض. وأضاف: من المؤلم للغاية أن تتقوض الخطوات الأولى للمحادثات بسبب عدم وصول القدر الكافي من المساعدات الإنسانية وبسبب تكثيف مفاجئ للقصف الجوي والأنشطة العسكرية داخل سوريا. وأضاف أنه يجب استغلال الأيام القادمة في محاولة العودة لطاولة التفاوض وليس تحقيق مزيد من المكاسب بساحة المعركة في سوريا.
السعودية
من جهته، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن الحكومة السورية رفضت التعاون مع مبعوث الأمم المتحدة في المحادثات وإن هذا سبب تعليقها. وأضاف الجبير في مؤتمر صحفي بالرياض أن تكثيف العمليات العسكرية الروسية في سوريا استهدف استفزاز المعارضة.
الصين
وحضت الصين المشاركين في المحادثات على إبداء حسن النية بعد وقف المحادثات. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ إن المحادثات لن تكون أبدا سهلة لكن الصين مقتنعة دائما أنها السبيل الوحيد لحل القضية السورية بشكل نهائي.
تركيا
أما الرئيس التركي رجب طيب إردوغان فرأى انه لا طائل من محادثات السلام السورية بينما تواصل قوات الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا هجماتهما. وقال في كلمة ألقاها في بيرو نشرها موقع الرئاسة التركية إن «روسيا تواصل قتل الناس في سوريا. ما جدوى مثل هذا التجمع من أجل السلام؟ ما جدوى محادثات السلام هذه؟». وأضاف: «في أوضاع يستمر فيها قتل الأطفال لن يكون لمحاولات من هذا القبيل أي دور سوى تسهيل الأمور على الطاغية»، مشككا في استئناف المحادثات.
ألمانيا
وقال وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير إن المحادثات السورية صعبة لكنها ليست بلا أمل. وأضاف خلال زيارة للعاصمة السعودية الرياض أنه «خلال الأيام المقبلة يجب علينا أن نتحدث مع روسيا وسنفعل. بشأن كيفية تحقيق تقدم وخاصة على الصعيد الإنساني». وتابع أنه ستكون هناك فرصة لإجراء مزيد من المحادثات بين الوزراء في ميونيخ الأسبوع المقبل على هامش مؤتمر أمني سنوي. كما قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أمام المؤتمر إن جميع الأطراف مسؤولة عن تحقيق وقف إطلاق النار وبخاصة الرئيس السوري بشار الأسد.
بريطانيا
ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى مواصلة العمل «رغم الصعوبات» للتوصل إلى حل سياسي في سوريا. وقال كاميرون غداة تعليق محادثات جنيف: لن نتمكن من بلوغ حل طويل المدى للأزمة في سوريا الا مع انتقال سياسي وعلينا مواصلة العمل في هذا الاتجاه رغم الصعوبات.
موقف مصري
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، في كلمته في مؤتمر لندن الخاص بدعم اللاجئين السوريين، إن الأزمة السورية باتت تحديًا فاق ما يمكن لدولة واحدة أن تتعامل معه، وأصبحت القضية السورية تتطلب جهداً دولياً أوسع، ومن المأمول أن يكون هذا المؤتمر جزءاً أساسياً من الحل.
وأفاد خلال كلمته بأن احتواء التداعيات الإنسانية ليس بديلاً عن الإصرار على إنجاز حل سياسي ينهي الأزمة من جذورها ويلبي حقوق ومطالب الشعب السوري، نحو دولة مدنية ديمقراطية ينعمون فيها بالأمن والاستقرار، ودولة موحدة الأراضي تحافظ على مؤسساتها وحقوق شعبها بكل أطيافه على أسس من المواطنة والمساواة.