الجنرال بول مالونغ هو الرجل القوي، وبطل الحرب، ويتبدى في كثير من الأحيان كنموذج للطبقة السياسية التي تعمل في جنوب السودان حالياً. وعلى الرغم من سمعته كجنرال حاذق، إلا أنه لا يرقى لمستوى الخلفية التعليمية المتقدمة التي يتطلع العديد من أبناء جنوب السودان لكي تميز ملامح قيادتهم.
بسبب خشية معارضيه، نجد صعوبة في إيجاد متحدثين عن سجل رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الشعبي لتحرير السودان، والحاكم السابق لولاية شمال بحر الغزال، على الرغم من استعداد كثيرين للإفصاح، سراً، عن انتقادات مجهولة المصدر.
لقد تشعبت مكانة مالونغ إلى حد أصبح يشكل تهديداً. وسواء كان ذلك الأمر صحيحاً أم لا، فإنه يسلط الضوء على أسباب تمتعه بكافة الأسباب التي تمكنه من إبقاء قبضته على شمال بحر الغزال، وهي قاعدة يمكنه العودة إليها إذا لزم الأمر.
تصميم شرس
بالمقابل، وبسبب حشد مؤيديه، فإنه يتم الاحتفاء بالرجل المعروف بـ«الملك بول»، بفضل ذهنيته العسكرية الاستراتيجية، وتصميمه الشرس لإعادة جميع الأراضي التي تم الاستيلاء عليها بأيدي مسلحي رياك مشار. علماً أن معارضي مالونغ، وهناك الكثير منهم، صامتون بشكل أساسي، على الأقل علناً، خوفاً من سمعة الرجل التي تضج بها الأجواء، والتي تدور حول أنه لا يرحم.
وبعد أن صرحت عدة مواقع إعلامية وإخبارية، أخيراً، بأن «الملك بول» هو في الحقيقة الشخصية الحقيقية الممسكة بخيوط السلطة في جنوب السودان، يمكن إلقاء لمحة قصيرة على سجله العملي، إذ مثل الرئيس سلفا كير أحد مؤيديه، ليعمد الأخير لاستغلال الفوضى الاقتصادية في المنطقة في تجنيد وتدريب رجال لإيجاد قوة قتالية جديدة. ناهيك عن محاولاته فرض نفسه كأول زعيم من شمال بحر الغزال يتولى سلطة وطنية.
رجل مقاتل
وفي مقال نشر في موقع «أفريكان آرغيومنت»، فإن مالونغ، وبحسب ما تناولته آراء عدة، يبزغ كرجل مقاتل، ولكن ليس كشخصية كرتونية شريرة، فالعديد من أولئك الذين يعرفونه عن كثب، يقولون إن بمقدوره كسب أي جدال، كما أنه ومن بين جميع حكام الولايات الحدودية، نجح في الحفاظ على (أو إيجاد) أفضل علاقة مع السودانيين الجنوبيين. فبصفته حاكماً، شجع على عقد لقاءات سنوية مع القبائل، لتنظيم انتقالاتها السنوية برفقة أبقارها في شمال بحر الغزال، بحثاً عن مراع أفضل. وكان ذلك قراراً عملياً للغاية، ولكنه لم يكن سهلاً، بالنظر إلى التاريخ الدموي للغارات في شمال بحر الغزال. بيد أن مكانة مالونغ الوطنية كانت سبباً كافياً لإنجاح ذلك.
قوة دافعة
ينظر لقائد هيئة الأركان العامة للجيش الشعبي لتحرير السودان كقوة دافعة في جوبا، من قبل كثيرين. كما يعتقد آخرون، بأن مالونغ وفي الواقع، يتسلم زمام السلطة الحقيقية في جنوب السودان. إذ لا يستطيع الرئيس سلفا كير، والعديد من الساسة، تحدّيه علناً. ومن منطلق غلبة ذلك الظن، تتضح لنا استحالة إنكار أهمية مالونغ التي تفرض نفسها في مشهد السياسة السودانية الجنوبية في الوقت الراهن.
لا يعني جميع ما سبق أن بول مالونغ سيكون رئيس أركان الجيش إلى الأبد، كما ليس من الواضح مقدار الوقت الذي سيبقى «الملك بول» مسؤولاً عن الجيش الشعبي لتحرير السودان، ولكن وكما يبدو، هناك احتمال ضئيل لتناقص نفوذه في شمال بحر الغزال في أي وقت قريب.
كادر: محاكمة
أكدت الولايات المتحدة أن مرتكبي جرائم الحرب في النزاع الدائر في دولة جنوب السودان، سيحاكمون يوماً ما.
وأوضحت الخارجية الأميركية في بيان، أنه «خلال الأسابيع الأخيرة، وردت معلومات من مصادر جديرة بالثقة عن حصول مذابح بحق مدنيين، وعن ارتفاع عدد الجنود الحكوميين الذين ارتكبوا أثناء ارتدائهم الزي العسكري جرائم اغتصاب جماعية منظمة بحق نساء وفتيات لجأن إلى مواقع للأمم المتحدة». وأضاف البيان أن الخارجية الأميركية تستند إلى «الإحصاء الذي أجرته الأمم المتحدة، ويظهر حصول ما لا يقل عن 120 حالة عنف» منذ اندلاع المعارك في جوبا.