«روسيا تستعد لحرب نووية».. هذه هي آخر عبارة جاءت على لسان مسؤولي المخابرات الأميركية، بعد إعلانهم تشييد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعشرات الملاجئ المحصنة تحت الأرض، قادرة على تحمل الضربات النووية.

ولا يأتي هذا التطور كإحدى الأساطير التي تضج بها أرجاء موسكو، بل إن هذه الخطوة الأخيرة، تتبدى كإشارة أخرى على توتر العلاقات الأميركية الروسية، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن فري بيكون».

ويعلم الجميع أنه مع أفول الحرب العالمية الثانية، تم الشروع في بناء ملاجئ تحت الأرض لحماية المدنيين من آثار ما بعد الانفجار النووي بموسكو. لكن كبار الشخصيات الحكومية والعسكرية، كانوا بحاجة لحماية خاصة خلال وقت الحرب، ليتمكنوا من اتخاذ القرارات وتطبيق إجراءات إنقاذ البلاد.

وبغية الهروب من المدينة في حال وقوع انفجار، كان المسؤولون بحاجة لوسائل نقل آمنة، لذلك تم تشييد «مترو أنفاق ثانٍ» يصل الملاجئ الحكومية الرئيسة بمراكز القيادة تحت الأرض، كما كان يُوصل إلى خارج حدود المدينة، لملاجئ الضواحي الشاسعة، وقد لقّب سكان موسكو ذلك النظام بـ «مترو 2».

ومنذ نهاية الحرب الباردة، عملت كل من أميركا وروسيا معاً للتخلص من أسلحتهما النووية، ولكن الخبر الأخير، مقروناً ببزوغ روسيا في الآونة الأخيرة في المشهد العالمي لإنتاجها الصواريخ، يوحي باستعداد موسكو لخوض صراع جديد.

وفي هذا يقول مسؤول السياسة النووية السابق في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، مارك شنايدر، إنّ روسيا «تتأهب لحرب كبيرة، يفترض أنها نووية، بحيث يعمد الروس لإطلاق أولى الهجمات».

مليارات

ولا توجد تفاصيل كثيرة عن المخابئ النووية الجديدة، لكن وسائل الإعلام الروسية التي تديرها الدولة، تؤكد أن أعمال بناء الملاجئ تلك تأخذ مكانها في العاصمة موسكو، كجزء من الاستراتيجية الأمنية الوطنية الجديدة.. علماً بأن روسيا شيدت العديد من المخابئ المماثلة تحت الأرض إبان الحرب الباردة، وبعدها مباشرة، وذلك في كل من موسكو وجبال الأورال.

ويتردد أن استراتيجية روسيا الدفاعية النووية الجديدة، تكلف البلاد مليارات الدولارات، ما يطرح تساؤلات حول مصدر تلك الأموال.

اختراق الحصون

ومن جهتهم، أفاد خبراء عسكريون، أن الرد الأميركي على التهديد الجديد، سيتمثل بتطوير أجهزة تخترق بعمق الأسلحة النووية، وبوسعها الوصول إلى أعماق المخابئ الجديدة.

يذكر أن الأنباء عن المخابئ الأرضية الروسية الجديدة، جاءت إبان إطلاق أحد كبار المسؤولين في الجيش الأميركي لتحذير حول الخطاب النووي الروسي «المثير للقلق».

وقال الجنرال كورتيس إم سكاباروتي: «من الجلي أن روسيا تعمل على تحديث قواتها الاستراتيجية». مضيفاً أن المبادئ الروسية تنص على إمكانية استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في سيناريو استجابة تقليدي، الأمر الذي ينذر بالخطر، ويؤكد أسباب استمرارية القوات النووية الأميركية وحلف شمال الأطلسي، لتكون عنصراً حيوياً في قوتها الخاصة للردع.