أثار قرار باكستان ترحيل عشرات المعلمين الأتراك، الذي وصفته منظمة العفو الدولية بأنه «مسيس»، تظاهرات احتجاجية في العديد من المدن الكبرى مع اختتام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارته الرسمية لباكستان.
وأكدت باكستان أنها أمرت بترحيل 130 مدرساً، إضافة إلى موظفين في المدارس وعائلاتهم، أي إجمالي 450 شخصاً، بحلول 20 نوفمبر.
وتتهم مدارس «باك تورك إنترناشونال» الدولية الخاصة بأنها مدعومة من جمعية «حزمت» (خدمة) التابعة للداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن.
وتظاهر مئات الطلاب في إسلام آباد ولاهور وكراتشي ضد القرار، الذي دانته الصحافة الباكستانية كذلك بعد الإعلان عنه الأربعاء لدى وصول أردوغان الى إسلام آباد في زيارة مدتها يومان. وقال مسؤولو المدارس، إن نحو 10 آلاف طالب سيتأثرون بالقرار، وهو ما يعد ضربة للتعليم في باكستان، حيث تشير الأرقام الرسمية إلى أن 24 مليون طالب غير ملتحقين بالمدارس.
وقالت منظمة العفو الدولية في بيان لها إن هذه الخطوة «ستضر فقط بأطفال باكستان». وصرح تشامبا باتيل مدير المنظمة في جنوب آسيا «ما تحتاج إليه البلاد هو المزيد من الغرف الصفية والمعلمين وليس قرارات مسيسة بتطهير المعلمين بناء على تعليمات الحكومة التركية».
وذكرت صحيفة «دون» التي تصدر باللغة الإنجليزية في مقالها الافتتاحي «الخطوة المفاجئة لإصدار أوامر بالترحيل عشية زيارة أردوغان تدل على نوايا لا علاقة لها بمستوى التدريس أو التعليم».
وعبرت إدارة الشبكة الباكستانية للمؤسسات التعليمية في بيان على موقعها الإلكتروني عن أسفها لهذا «القرار المتسرع»، موضحة أن طلباتها لتمديد تأشيرات المدرسين العاملين في المدارس وعائلاتهم رفضت.
نريد أن ندرس
وأعرب نحو 200 من الطلاب وأهاليهم عن غضبهم من القرار خلال تظاهرة في إسلام آباد أمس، ملوحين بلافتات كتبت عليها كلمة «عدالة». وصرح الطالب عبد الله طاهر (17 عاماً) «نريد أن يبقى معلمونا، نريد أن ندرس». وأضاف «بالطبع جميعنا نعلم أن هؤلاء المعلمين ليسوا إرهابيين. لماذا نعاملهم بهذه الوحشية؟ إذا عادوا إلى تركيا سيعتقلونهم. ما هو ذنبهم؟».
وقالت عافية مالك والدة طالبين في مدارس «باك تورك». إن الخطوة «تضر بمستقبل أولادنا».
وأضافت «إنهم يحاولون بناء مستقبلنا، لماذا لا تفكر الحكومة بهذه الطريقة؟».
وأشاد أردوغان بهذه الخطوة في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء باكستان نواز شريف وفي كلمة لاحقاً أمام البرلمان، واصفاً جماعة غولن بأنها «شريرة»، و«منظمة إرهابية»، تشكل تهديداً كذلك على باكستان. وشكر إسلام آباد على «تضامنها»، ووعد بالاهتمام بطلاب مدارس «باك تورك على أعلى المستويات».
واتهم أردوغان الغرب بدعم تنظيم داعش وقال إنه تم العثور على «أسلحة غربية» في أيدي متشددين، تم القبض عليهم.
وأضاف «ضد من يوجه كل ذلك؟ انتبهوا، إنه ضد العالم الإسلامي».
20000
أعلن وزير الدفاع التركي فكري إيشق أمس أن البلاد فصلت أكثر من عشرين ألف شخص من الجيش، منذ محاولة الانقلاب. ويشمل الرقم 16 ألف طالب في الأكاديميات العسكرية، بينما تم فصل 3665 عسكرياً، إلى جانب أن هناك ألفين و855 فرداً عسكرياً قيد الاستجواب.