مبادرة جديدة نطرحها على مستوى الإعلام الرياضي ونتبناها، تثميناً لدور كل من قدم حرفاً وكتب كلمة في حق الرياضة، خاصة في مجال الصحافة الرياضية، التي أصبحت اليوم متطورة ومتقدمة، والمبادرة التي نعلنها، هدفنا منها رد الجميل للأشقاء والأعزاء.

حيث يعتبر الزملاء المذكورة أسماؤهم في الخبر المنشور اليوم، هم من جيل الرواد في الصحافة الرياضية، كناقدين رياضيين بارزين، وكتاباتهم علامة حقيقية من علامات النقد الهادف، التي قامت عليها صحافتنا.

وانطلقت معهم قبل حولي 35 سنة.. الخمسة الكبار هم من جيل الروّاد، الذين هيّؤوا أرضية صلبة ومتماسكة لمن أتى بعدهم من الأجيال، إضافة إلى ممارستهم الصّحافية من خلال العمل في الصحافة الرياضية بعدد من صحف الدولة، ويُحسب لهم أنّهم دفعوا الكثير من أجل التضحية والغربة ليقيموا هنا على أرض زايد الخير، أرض العطاء والمحبة والأمل، لكل إنسان يريد أن يأكل لقمة العيش الشريفة، فقد تعلمنا وتدرّبنا على أيديهم واستفدنا من خبراتهم.

انضم هؤلاء إلى صاحبة الجلالة في صحافة الإمارات، مع المشاركة الثالثة في دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم التي جرت بالدوحة 76، ووقتها اهتمت صحفنا بالأقسام الرياضية، والتي بدأت تأسس النواة الأولى، ورافقوا العديد من المنتخبات الوطنية لمختلف الألعاب.

سواء الكرة أو غيرها، بل شاركوا في تأسيس بعض اللجان القارية والعربية وغيرها من المؤتمرات والاجتماعات محلياً وعربياً وإقليمياً وقارياً ودولياً، فكانوا من جيل القيم الذين لا ننساهم، ومن هذا المنطلق، رأينا ضرورة أن نتبنى تقدير هذا الجيل الذي عمل وسط ظروف صعبة تختلف اليوم.

ونحمد الله أن بلادنا تتمتع بصفة الحب وتقدير كل من خدم وطننا، بغض النظر عن جنسيته، وهذا ما تعود عليه أبناء الإمارات، فعندما طرحنا المبادرة، بتوجيه من رئيس الجمعية، أخينا الكبير، عبد الله إبراهيم رحب بالفكرة وشجعنا على الاستمرار، فجاءت موافقة نادي النصر بتوجيه من مروان بن غليطة، الذي أبدى تجاوباً كبيراً.

وقال: يسعدنا أن نقيم الحفل، ونتشرف بتكريم وتنظيم هذا اليوم السار على المسيرة الرياضية الإماراتية، بل يسعدنا أن يتزامن مع احتفالات النادي بمرور 37 سنة على افتتاح استاد آل مكتوم.

العبد لله، تعلم أصول الصحافة الرياضية وعاصر هؤلاء واستفاد منهم، لقد تعلمت أصول الصحافة على يد هؤلاء الزملاء الكبار، وقد كان تعاملي معهم عن كثب في العديد من البطولات، وتعلمت منهم كيفية تغطية المباريات، وكانوا يوجهونني بأسلوب أخوي وراقٍ.

واعتبر حفل تكريمهم ذكرى حسنة، تجعل من سردها نفحة من نفحات السعادة والسرور، وترسم شعوراً بالأمل والوفاء لأشخاص ساهموا بالكثير في مسيرتنا وفي كل مجالات الحياة..

حيث يحظى الزملاء الأعزاء بعلاقات طيبة مع الجميع، وتركوا انطباعاً جيداً في مشوارهم الصحافي الذي بدؤوه وهم في قمة شبابهم قبل أكثر من 35 سنة، واستمروا حتى مرحلة الإبداع مع رفقاء المهنة التي عشقوها، واحتضنتهم بلادنا بدفء كعادة أهلنا، إنه حقاً زمن الرجال الطيبين.

ولعلّي أطلت كثيراً في الحديث وتشعّبت، ولكنّني لم أبتعد كثيراً عمّا سعيت إليه من وراء هذه الكلمات، التي أزعم صادقاً أنّني استمددتها من ماضٍ جميل تجاه زملائي الأعزاء، لأحيّي بهم الإنسانية النبيلة في الجميع، حيث أعلم أنّ هؤلاء كانوا زاهدين في الحياة، ويبقى السّؤال دائماً مطروحاً، متى نلتفت إلى ما تبقّى من رموز لا تزال تعطي بلا توقّف، ونقول لهم «كفيتوا ووفيتوا»..

 والله من وراء القصد.