* يكتسب حديث سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم السنوي، على هامش ملحمة القفال البحرية، أهمية كبيرة، نظراً للمكانة المرموقة التي يتمتع بها سموه، كونه أحد رجالات الدولة المتابعين للحركة الرياضية والشبابية منذ بداية عهدها، ولهذا، فإن حديث «بوراشد» المنتظر، يكون له صداه وننتظره بفارغ الصبر، بعد أن أصبح عادة سنوية يحرص سموه فيها على الالتقاء برجال الإعلام والصحافة، وعندما يلتقي سمو الشيخ حمدان بن راشد مع رجال الصحافة، فإنها فرصة ذهبية، ينتهزها الزملاء، لطرح العديد من القضايا الرياضية التي تسيطر على الساحة هذه الأيام، والجميع ينتظر إجابات رجل محنك، يعايش الوضع الرياضي ومتابع كل صغيرة وكبيرة، ولأن تصريحات سموه ستكون دائماً في الصميم، كونه أحد مؤسسي الحركة الرياضية، ويتولى رئاسة نادٍ كبير بالدولة، هو نادي النصر، الذي يعيش أحلى فتراته هذه الأيام، فالنادي صار شعلة من النشاط الاجتماعي والرياضي، ولديه أفكار جيدة في التسويق، ويفكر القائمون عليه في عمل كتيبات ومراجع توثيقية، هدفها إبراز اسم هذه المؤسسة العريقة، واليوم، يحتفل بمرور 37 عاماً على افتتاح استاد آل مكتوم بالنادي، والذي حظي بحضور المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد، حفل افتتاحه، ونزل أرض ملعب حمدان بن راشد، وصافح لاعبي النصر وفريق ليفربول الإنجليزي، الذي شارك في الاحتفالية يومها، وكان بطل أوروبا حينها، حيث اشترط الشيخ مانع بن خليفة، على ضرورة أن يحضر الإنجليز ومعهم كأس أوروبا، وكانت ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة.
* ونعود إلى الأب الروحي لقلعة العميد، فقد جاءت ردود سمو الشيخ حمدان بن راشد واضحة المعالم، فالمواقف السابقة لسموه لم تتغير، برغم كل الظروف والمستجدات والسنين، وتناول العديد من الجوانب التي كنا بحاجة إلى معرفتها، خاصة في ما يتعلق بأهم قضيتين تشغلان بال الوسط الرياضي، وهما الاحتراف واللاعب الأجنبي، وأعطى سمو الشيخ حمدان بن راشد رؤيته في هذا الجانب، وتحدث بالخبرة الواسعة التي يمتلكها، كونه عايش تجربة الرياضة في دولتنا منذ البداية، ووضع يده على الجرح الذي تعاني منه رياضتنا، وتبين مدى متابعته الكريمة للأحداث الشبابية والرياضية المختلفة، فكان الحديث ذا أهمية خاصة، والمجتمع الرياضي عامة، كان ينتظر هذا الحوار منذ فترة، إبان القرارات التاريخية التي اتخذها اتحاد الكرة بعودة اللاعبين الأجانب، والتي أصبحت سارية المفعول، بعد أن دخلنا مرحلة كبيرة، وبدأت الأندية تتعاقد مع النجوم الكبار للعب بدوري الإمارات، وبدأ البعض الآخر يسعى للتعاقد مع نجوم على مستوى عال، هم في الطريق إلى أنديتنا.
* وأما القضية الأخرى، التي تناولها سموه، هي حرصه على توجيه الإعلام الرياضي في دعم مسيرة بقية الرياضات الأخرى، فقد أخذنا هذا التوجيه والنصح من سموه خلال جلستنا أول من أمس، كجمعية للإعلام الرياضي، في اجتماعنا الثاني الذي عقد بأبوظبي في جريدة الاتحاد، وهذا الطرح الجميل نؤيده ونبارك خطواته، والحديث الواسع الذي نشرته صحافتنا أول من أمس، جاء في وقته، لأننا بحاجة ماسة إلى مثل هذه الأفكار من شخصية قيادية كبيرة، كما أن الحوار اتسم بالصراحة والديمقراطية التي تعودنا عليها دائماً من سموه، ما يؤكد مدى حرص كبار المسؤولين على إتاحة الفرصة للتشاور والتحدث في كل القضايا التي تهم مصلحة شباب الوطن.
* وأختتم زاويتي اليوم قائلاً، إن مقياس الأمم يكون بقيمة الإبداع فيها، وبعدد مبدعيها، بجانب الطاقة الإيجابية لأفراد المجتمع، وخصوصاً الشباب، الذين يحتاجون إلى توجيه دائم، لحمايتهم، كما دعا إلى ذلك سمو الشيخ حمدان بن راشد في كل المجالات، وبالأخص الرياضية.. والله من وراء القصد.