* انتقال المدربين واللاعبين الأجانب في المنطقة، أصبح ظاهرة واضحة لكل المهتمين بكرة القدم، خاصة وأنديتنا الخليجية تملك الإمكانات المالية القادرة على الدفع بمختلف العملات الأجنبية، وليست مفاجأة، بأن نسمع ونقرأ أن المدرب «الفلاني» ترك قطر وذهب إلى دبي أو أبوظبي، أو من ترك الكويت وانتقل إلى السعودية، وهكذا، نجد أن أندتنا الخليجية تساعد على مثل هذه الانتقالات الدائمة، لأن إداراتنا للأسف ليس لديها من يفكر، فهي تعمل بالبركة وعلى الموجود من الموازنة..

ومتى انتهت، أصبحوا في خبر كان، هكذا تعلمنا في التجارب الماضية، وقد انتهت علاقات العديد من المدربين منذ سنوات، وما زالوا موجودين على كفالة النادي الذي قام بالاستغناء عنهم، ربما بحكم طبيعتنا العاطفية في اتخاذ القرار، وحتى بعد القرار نندم، ولكن بحياء واستحياء، بعد فشل هؤلاء المدربين، وبعضهم بريء من تراجع العروض والنتائج، وبعضهم يستحق، وبعضهم يتم استبعاده فقط لمجرد التغيير، ومن باب الفوضى التي تعيشها اللعبة..

ولا ندرك مدى تأثير القرارات الفردية في اللاعبين، ومع ذلك نقول بكل صراحة، إن هؤلاء المدربين محظوظون، حيث أصبحوا أثرياء، يتكلمون بالملايين من الدولارات واليوروهات، ونرى أن المدربين الذين يشرفون على منتخبات الخليج، تم الاستغناء عنهم، بنوا مستقبل أحفادهم من وراء التدريب في منطقتنا..

وهذا حقهم، لا نحسدهم، فهم لم يضربونا على أيدينا للتعاقد معهم، بل نحن ذهبنا إليهم نطلب ودهم، نوقع معهم عقوداً خيالية تطير لها العقول، وفي النهاية قد تكون المحصلة الفنية صفر، ونرى المدرب الذي تم «تفنيشه» من ملاعبنا، ينتقل مرات ومرات في عدة أندية، ومنهم من استغنت عنهم المدرب وأعادتهم مرة أخرى للنادي، وبالتالي، كل شيء جائز في منطقتنا، من هؤلاء الشطار الذين قد يعمل البعض منهم سنة أو نصف سنة أو ثلاثة أشهر ويأخذ حقه كاملاً عند إقالته!!

 وكله من خزائن أنديتنا الغافلة، التي تتصرف بما تراه دون رقابة من الجمعيات العمومية التي ماتت وذهبت بلا رجعة، وبالمناسبة، هناك شرط جزائي لجميع المدربين، قيمته تصل أحياناً مليون دولار، يدفعه المدرب إذا لعب بـ (ذيله)، وهذه الفقرة موجودة في عقود جميع المدربين، ولكن المصيبة أن الجهات الجديدة هي التي تدفع هذا الشرط!!.

* كل ما نأمله، أن تستفيد الكرة الخليجية من تبعات الماضي، وأن تستفيد بالفعل من المدربين الأجانب، وأن يعود ذلك بالنفع على تطوير اللعبة في المنطقة، التي ظلت تدفع أكثر مما تستفيد، وهي الكارثة، لأن هؤلاء شطار يعرفون من أين تؤكل الكتف، ونحن نضحك!!، هؤلاء بالفعل أثرياء من التدريب في منطقتنا، لا يفارقون الخليج ودولاراتها كما يقولون..

وقد انقسم الشارع الرياضي في الخليج ما بين مؤيد ومعارض ومتحفظ على مثل هذه الخطوات الانتقالية، والجميع يعلم أن هذه التجارب ليست وليدة اليوم، وإنما تعودنا عليها خليجياً، بأن نصبح مادة سهلة للحصول على أموالنا بكل سهولة ويسر، ونحن نضحك، وما ندعو إليه، هو أن تسير الأمور كما تريدها الاتحادات الخليجية، ولا تندم على قراراتها من كثرة التغييرات و«التفنيشات» التي أصبحت شبه موضة، يتباهى بها الشاطر من «يفنش» في البداية!!

* والكرة الخليجية مقبلة على تحد جديد، ولقد تعاملت مع الكثير من كبار المدربين وتعلم خباياهم، فالحذر مطلوب في أية لحظة من جشع المدربين، وعلينا الآن، ضرورة العمل من أجل إيجاد حلول لخلق الفرصة لأبناء الخليج لينالوا حظهم من تولي قيادة أنديتنا في المنطقة، ويحققوا أحلامنا، كما فعل ابن الإمارات مهدي علي.. والله من وراء القصد.