* بداية، نهنئ نادي الشباب، فوزه ببطولة الأندية الخليجية لكرة القدم للمرة الثالثة في تاريخه، محققاً إنجازاً كبيراً للكرة الإماراتية بوجه عام، وللقلعة الخضراء على وجه الخصوص..
وهو يستحق عن جدارة اللقب الخليجي، لأنه عمل بواقعية تامة كإدارة وجهاز فني ولاعبين قاتلوا في الملعب، ألف مبروك للجوارح التحليق باللقب الخليجي، لقد أثلج الفريق الأخضر صدورنا بالفوز في ملعب منافسه ومضيفه السيب العماني، الذي كافح بدوره، وخسر في النهاية بشرف بركلات الترجيح، ليعود الجوارح ويرسموا لنا الفرحة كما بدؤوها عندما توجوا كأول نادٍ إماراتي يفوز بالبطولة الخليجية.
* وننتقل إلى جار الشباب، النادي الأهلي الذي تأهل إلى الدور الثمانية في بطولة دوري أبطال آسيا، على حساب مضيفه وشقيقه العين في لقاء إماراتي خالص أقيم أول من أمس، انتهى بالتعادل الإيجابي 3/3، وهي النتيجة التي أهلت الفرسان، بعد أن انتهت المواجهة الأولى في دبي سلبية، وقدم الفرسان مباراة كبيرة تكتيكية رائعة، نجحوا فيها في قلب الأوضاع رأساً على عقب، أمام الزعيم بطل الدوري..
والذي تعرض إلى ضربتين في الرأس، خلال أسبوع واحد، حيث كان قد ودع كأس صاحب السمو رئيس الدولة بالخسارة أمام النصر، عموماً مبروك للأهلي وهاردلك للعين، المهم الفائز في النهاية.. إماراتي. وبالتالي، كلنا فائزون.
* تسونامي أو زلزال أو سقوط، لا أعرف ماذا نسمي أو نقول عما حدث قبل انتخابات الفيفا اليوم، وقضايا الفساد التي تفشت داخل الاتحاد الدولي، هكذا كانت الأحداث يوم أمس، وهزت كيان الإمبراطورية الكروية العالمية، التي يتزعمها المدعو بلاتر، وشملت قائمة الفضيحة المدوية التي هزت أركان الفيفا، عندما ألقت الشرطة السويسرية القبض على سبعة من العصابة..
في مداهمة لفندق بزيوريخ، في إطار تحقيقات أميركية بتلقيهم مئات الملايين من الدولارات، حيث طلبت «ماما أميركا»، التحقيق وفق الاتفاقية الثنائية مع سويسرا، إلا أن ستة من كبار المسؤولين رفضوا الذهاب إلى الجحيم، وكانت أميركا هي صاحبة طلب القبض عليهم!!
* لم يخلُ تاريخ الفيفا، كأكبر مؤسسة تدر أموالاً، كغيرها من المنظمات الرياضة الدولية الكبرى من الفساد الإداري، والمالي بالذات، فهناك العديد من القصص والحكايات نشرتها كبرى الصحف المتخصصة في مراقبة الفيفا، قد ذكرت قبل أعوام عن «البلاوي» والمصائب داخل الفيفا، إلا أن الداهية بلاتر كان دائماً ينجو من السقوط، ويظل يقود الهرم الكروي العالمي لوحده..
ويمكنه أن يغرق كل من معه ويخرج هو سليماً، وفضيحة الأمس التي جرت على الأراضي السويسرية، تدخلت فيها حكومتان في صلب عمل الفيفا، ولم يتحرك الاتحاد الدولي، لأن القانون فوق الجميع، بعد قيام عدد من المنتفعين باستقطاع رشاوى بالملايين لحسابهم الخاص، وأعتقد أن البعض خاطب الرئيس في فترة ما لعزل المسؤولين المتهمين، وهو يعرفهم جيداً،..
وكيف أن الرئيس يقول إنه يعرف «بلاويهم»، ولكنه متمسك بهم، لأنهم توقفوا عن التجاوزات، بعد أن «شبعوا فلوس»، وأن تعيين أشخاص جائعين جدد مكانهم، يعني قيامهم أيضاً باللعب والتلاعب من جديد، خاصة أن الولاية المقبلة هي الخامسة والأخيرة، ولدى صديقنا بلاتر كل مفاتيح الأسرار التي يفتحها متى أراد، إنه بالفعل داهية، لا نعرف متي يسقط من فوق الهرم الكروي الذي يجلس عليه سنوات طويلة، ولا يبالي ما يجري من حوله!!، فهل يستطيع أن ينجو هذه المرة، الوضع يبدو مختلفاً تماماً، بعد (ضبطية سويسرا)، فهي التي ستكون المحك، الذي يمكن من خلاله الحكم على كل «حرامية الفيفا» وقضاياهم المتعلقة بالفساد، قبل انتخابات اليوم.. والله من وراء القصد.