*إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا راشد لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي الله، «إنا لله وإنا إليه راجعون».
ورغم إيماننا بالقضاء والقدر، وأن الموت حق على كل حي، إلا أن الفراق صعب، ويكون أصعب عندما يكون الرحيل لفارس نبيل هو الشاب الشيخ راشد بن محمد ،رحمه الله، في هذه الأيام المباركة، فقد كانت صدمة كبيرة إنتابتنا، ونحن نتلقى خبر الوفاة، فهي خسارة، ونؤمن بقدر المولى، ونحن نفتقد بطلاً رياضياً قدم الكثير لوطنه، كان بحق إنساناً ذا قلب كبير، لقد قرأنا وتابعنا وشاهدنا وسمعنا، عن روايات وقصص إنسانية عن الراحل، وأتذكر في أول عام لي في جريدة البيان عام 90 كان،رحمه الله، رياضياً متعدد المواهب، مارس العديد من اللعبات، من بينها رياضة التنس الأرضي.
حيث كان يجيد هذه اللعبة ومتفوقاً فيها، وبعد فوزة بالبطولات، طلب مني عدم نشر صورته، برغم أنه الفائز، ويكون التركيز على الآخرين لتشجيعهم، هذه الواقعة لا أناسها، وأنا أجلس للكتابة لأرثيه، فتعجز الكلمات للتعبير عن فقيدنا الغالي، الذي تركنا، وانتقل إلى جوار ربه، لقد كان ،رحمه الله، ذا قلب كبير لكل محتاج في أي ظرف من الظروف، لذلك دخل القلوب من أوسع الأبواب، بسبب تعامله الإنساني الذي لا يمكن أن نصفه في كلمات بسيطة، كان إنساناً كريماً يحب الخير للجميع، كما تربى ،رحمه الله، في بيت الخير.
* ومن الأمور التي لا أنساها أيضاً، أنني كنت قريباً منه في سباق البحرين الدولي للقدرة، وفي الدورة الآسيوية بالدوحة، التي أقيمت لأول مرة على مستوى دول المنطقة، حيث توليت الإشراف على الوفد الإعلامي لوفدنا الأولمبي في قطر، وشاهدت عن قرب الفارس راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، يفوز بلقب أفضل إنجاز رياضي، بعد أن حصل على ذهبيتي سباق القدرة للفردي والفرق في آسياد الدوحة، وهي أكبر تظاهرة رياضية في القارة.
حيث كان يمتلك سجلاً حافلاً بالإنجازات، وارتبط منذ صغره بسباقات القدرة وحقق إنجازات رائعة ومشهودة، إذ تمكن من الفوز بمعظم البطولات التي شارك فيها ،رحمه الله، وقررت اللجنة الأولمبية الوطنية، بعد الدورة وبعد أن ارتفع اسم الدولة في الترتيب العاشر بين 45 دولة، بسبب نتائجه وتألقه، بترشيح الفقيد صاحب ذهبيتي الفردي والفرق في الآسياد، لحفل تكريم أفضل الرياضيين والرياضيات العرب، وذلك بناء على رغبة الاتحاد العربي للصحافة الرياضية، لتكريم أفضل الرياضيين لعام 2006، في كل دولة، بناء على الإنجازات الرياضية القارية والعالمية، وهناك العديد من المشاهد التاريخية التي حقق فيها،رحمه الله، نجاحات أخرى أضافة إلى نجاحات الإمارات بشكل خاص في رياضة الفروسية، التي أصبحت فيها دولتنا تحتل مكانة رفيعة بين كبرى دول العالم.
* واتسم ،رحمه الله، بالتواضع والتسامح في لقاءاته مع الإعلاميين، فكان يفتح قلبه لكل الاستفسارات، يجيب عليها بكل صدق وصراحة، وكان ،رحمه الله، رياضياً يتمتع بموهبة ربانية، حتى عندما اسندت له رئاسة اللجنة الأولمبية الوطنية، قال إنه لا يحب المناصب، وكان همه الأول رفع اسم الرياضة الإماراتية ودعمها، وتشجيع أبناء الوطن،، إن وفاته صدمة أحزنتنا جميعاً، ونبتهل إلى المولى عز وجل أن يرحمه ويغفر له، ويكرم نزله ويوسع مدخله، تغمد الله العلي القدير راشد بن محمد بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته. و«إنا لله وإنا إليه راجعون».