الحساسية إذا وصلت لأصحاب القلم والصحافة، فإنها ستكون عاقبتها خطيرة، لأنها السلطة الرابعة، ليست مسؤوليتها مجرد بث الخبر والرأي والتحقيقات والحوارات، بل دورها أعمق في توعية المجتمع، بالآراء السديدة والطرح العقلاني، والتأكيد على ضرورة تبادل وجهات النظر، وكما هو معروف، الاختلاف لا يفسد للود قضية، بل إن ظاهرة الرأي وثقافته مطلوبة، لأنه ليس منطقياً أن يتفق الجميع على رأي واحد، فعلى صعيد الرياضة، نُظمت الكثير من الندوات الرياضية الخاصة بدور الصحافة، وقد شاركت في ندوة نظمها الاتحاد العربي للصحافة الرياضية بالقاهرة، وفي بيت العرب الجامعة العربية.
وخرج الكثيرون من الزملاء عاتبين ومستائين، وتفشى »الزعل« والحساسية بينهم، ولم يتفقوا، كل له رأيه ومتمسك به ولا يقبل التنازل عنه، وهذه ليست المشكلة، ولكن أن يستمر الخلاف طويلاً، حتى الانتهاء من الندوات، وليومنا هذا، فإن ذلك أمر خطير، عندما لا نقبل الرأي والرأي الآخر، ونتمسك برأينا فقط!!
واليوم بدأت ندوة في »أم الدنيا«، وتلقيت دعوة اعتذرت عنها، حيث تستقبل مصر عدداً من الزملاء الإعلاميين الرياضيين، الذي كونوا لأنفسهم »قروب« يسمى نادي الإعلاميين الرياضيين العرب، سيجتمعون ويضعون النقاط والأسس والأنظمة، لتكوين نادٍ إعلامي رياضي، يمثلون مختلف الجنسيات العربية.
وهذا أمر طيب طالما يخدم رؤيتنا وأهدافنا القومية العربية، بحيث لا نتجاوز حدودنا، ونفكر في الرياضة والإعلام والشباب، كمحاور مهمة واستراتيجية، نفكر بشكلها الصحيح، ونبتعد عن التوترات والمهاترات والنعرات والانفعالات، والإعلام اليوم صار يتأثر بشبكات التواصل، وتلعب »قروبات الواتس اب« دوراً، لا أحد يختلف عليه، ونصيحتي أن نكون حذرين في هكذا تعامل، فمازالت الحساسية مفرطة لدى البعض!!
وفي منطقتنا، شخصية سياسية، نحبها جميعاً، هو خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، مهتم بالإعلام وصديق للإعلاميين، وناقد بعين دقيقة، ومتابع لوسائل الإعلام بشكل أذهل، كل قيادات العمل الإعلامي السعودي، حريص لما تنشره الصحف، ويتابع ويهاتف الكُتاب، للتأكيد عليهم بضرورة توخي الدقة، لم يفوت مناسبة إعلامية لوسائل الإعلام..
إلا وكان سباقاً في الحضور إليها، دخل عالم تويتر، بما يثبت بُعد نظره وسعة آفاقه، في التخاطب مع كافة الفئات، والحرص على تلمس السلبيات والحاجات التي تساعد على تميز الوطن والمواطن، ما يدلل حرصه على مواكبة الإعلام الحديث، حتى أصبح يطلق عليه لقب »صديق الصحافة«، وعندما تولى الحكم، قال في كلمة لرؤساء التحرير والمفكرين والكتاب والمثقفين سيحفظها التاريخ، بضرورة مواصلة النقد الهادف قائلاً: »أقول لكم، رحم الله من أهدى إليّ عيوبي«، خلال هذا الحشد الكبير من رجال الفكر ومثقفي الوطن من كتاب وأدباء وإعلاميين، في مناسبة وطنية نادرة، كيف يفكر قادتنا، حفظهم الله، في التعامل مع الإعلاميين ويقدرونهم في عملية التنمية والتطوير، فهم شركاء النجاح والخير لأوطاننا.. والله من وراء القصد.