ــ تملكتني سعادة غامرة، وأثلج صدري وفرحت كثيراً، وأنا أطالع الحديث الصحافي للشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان، الذي نشرته الصحافة الرياضية، بعد لقائه بهم أول أمس بمدينة العين..

حيث كان الشيخ، متعه الله بالصحة والعافية، قد عاد مؤخراً بعد رحلة ناجحة، ويتمتع بالوضوح كعادته، وهو يتطرق للعديد من المواضيع والأجندة التي أثارت جدلاً في الساحة الرياضية، وما زالت ساخنة على الساحة والرأي العام، وقد تذكرت وأنا أقرأ ما قاله سعيد بن طحنون، أياماً جميلة مضت، وعادت بذاكرتي إلى عام 1981، عندما كنا زملاء الدفعة الخامسة بجامعة الإمارات.

حيث جلسنا على مقعد دراسي واحد، وكان الحديث يدور على كرة القدم والرياضة قبل وبعد المحاضرات، وخلال فترة الاستراحة، فقد كان محباً، بل وعاشقاً للرياضة، وأشرف بنفسه على العديد من الدورات التنشيطية والرمضانية والجماعية، وكان يتابعها خطوة بخطوة، ويوجد ويشارك معهم لنجاح الدورات التي شهدتها مدينة العين.

ــ وفي تلك الفترة، بداية الثمانينيات، كان نادي الوصل في قمته، حيث حصل على بطولتين متتاليتين في عهد المدرب البرازيلي نينوس، ويومها أطلق على الإمبراطور لقب «الفهود»، حيث قدم أفضل وأجمل العروض، نالت استحسان وتقدير الجماهير، وكان سعيد بن طحنون، يحرص دائماً على متابعة نجوم الأصفر، فهد خميس وزهير بخيت ..

وناصر خميس وفاروق وفهد عبد الرحمن وحسن محمد، والأخوين بولو، وغيرهم من اللاعبين الذين لن يتكرروا في ملاعبنا، ليتابع ويشاهد الوصل في ذلك الزمن، وكان يحب الجلوس بين الجماهير في المدرجات، مقابل المقصورة الرئيسة، لتواضعه الجم، من منطلق حبه للفريق الذهبي..

وبعد اللقب الثاني في بطولة الدوري العام لأندية الدرجة الأولى، أصر على إقامة حفل تكريم بمزرعته بمنطقة اليحر على طريق دبي العين، بحضور قيادات الوصل، وظل مرتبطاً به ومهتماً بلاعبيه، كونه عاشق الإبداع والرياضة.

ــ سعيد بن طحنون من رجالات الزمن الجميل، ظل مجلسه مفتوحاً دائماً لمن يحبون الرياضة، وقد شهدت الحركة الرياضية نشاطاً ملحوظاً خلال توليه منصب وكيل الديوان، وأراد أن يؤسس نادياً ثانياً بمدينة العين، إلا أن المسؤولين رأوا أن المنطقة لا تتسع لنادٍ آخر، فاقتنع.

وذهب وتولى رئاسة نادي بني ياس، الذي حوله من فريق صاعد، إلى المركز الرابع في الدوري العام، ومن يومها، ظل السماوي تحت رعايته، قوياً يقارع الفرق الكبيرة، وأصبح حديث الناس، بعد أن فاز في ظل رئاسته بلقب أغلى البطولات، كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، وتشرفت بالتعليق عليها في المباراة النهائية بمدينة زايد الرياضية.

ــ أيام جميلة، أعادها لذاكرتنا الشيخ سعيد بن طحنون، فقد كان في تلك الأيام صديقاً لكل الزملاء الإعلاميين، مُرحباً ومتجاوباً معهم في كل الأوقات، وتحت كل الظروف، أحببناه لوفائه وبساطته، وسعدنا بطلته أخيراً على صفحات الرياضة، بعد غياب امتد لفترة ليست بقصيرة، فأهلاً به، فهو من رجال الزمن الجميل، الذين يذكروننا بزمن الطيبين، لأننا بصراحه، افتقدنا هكذا قيادات رياضية، عملت وأخلصت وأعطت وحققت السمعة الطيبة في كل وقت وزمن. والله من وراء القصد.