نتواصل للعام السادس، ونتناول هذه المرة عملاً توثيقياً آخر محوره الصورة، فهي تعني الكثير، فلكل إنسان ذكرياته التي تبقى عالقة بالأذهان على مر السنين، في مواقع مختلفة، فالصورة هي الحكاية والرواية، لأنها تظل عالقة، تذكرنا بالأيام الحلوة والبسيطة التي نتمناها أن تعود.. «كانت أيام»، تتمثل في الصورة الفوتوغرافية القديمة كذكرى جميلة عاشتها الرياضة الإماراتية، فالصور مختلفة ومتنوعة، تحكي قصة رياضتنا على مدار خمسين سنة مضت، وننقل لكم عبر الصورة أهم الأحداث والمناسبات التي شهدتها الساحة.

وخلال الشهر المبارك، نحاول أن نلقي الضوء عبر حلقات توثيقية تحكي البدايات، فالصورة الرياضية لها قصص مثيرة، واليوم نبدأ بقصة وتاريخ الصورة الرياضية عبر الشخصيات والأحداث التي رافقت مسيرتنا.. فمن لا يحفظ ماضيه لن يحفظه مستقبله. من منطلق هذه القاعدة تولّدت الحاجة إلى تدوين الأحداث وحفظ التواريخ والأسماء، وهذه المواضيع التوثيقية جعلتني على مدى السنوات العشر الأخيرة أبدأ المهمة رافعاً شعار «كي لا يضيع تاريخنا الرياضي». راجياً أن تنال رضاكم جميعاً.

 

نتوقف اليوم مع شاهد على العصر هو سلطان صقر السويدي الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للشباب والرياضة السابق والذي عمل في مجال الرياضة أربعين عاماً متواصلة حقق فيها العديد من النجاحات فهو رياضي من نوع أصيل ‏يحرص دائماً على أن يتفاعل ويتواجد ويقف خلف المنتخبات الوطنية سواء بالحضور أو الاتصال الشخصي المستمر فهو رجل المهمات الصعبة.

له قصص مع تاريخ الكرة الإماراتية وهناك العديد من المواقف الحلوة والمرة وفي ضوء بعض الأزمات والعقبات التي واجهت مسيرته تطلبت في بعض الأحيان وجود اللجنة المؤقتة، فقد شهد عام 81 لجنة مؤقتة وضمت 4 أعضاء واستمرت 38 يوماً، والثانية 89 وضمت 5 أعضاء وهي واحدة من أشهر اللجان لأنها تشكلت أعقاب حل اتحاد الكرة بسبب أزمة حقيقية واجهت الرياضة عامة والكرة على وجه الخصوص وبالذات مهمتها مع التصفيات النهائية لقارة آسيا والتي بموجبها تأهل منتخبنا الوطني الأول إلى نهائيات كأس العالم بإيطاليا عام 90، وتولى رئاسة اللجنتين سلطان صقر السويدي الذي تخصص في رئاسة اللجان المؤقتة على مر تلك الفترة الماضية واستمرت هذه اللجنة 41 يوماً بينما اللجنة الثالثة شكلت برئاسة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان عام99 واستمرت لمدة 33 يوماً وجاء هذا القرار يوم 30 أغسطس بعد أن سجلت الكرة الإماراتية إخفاقاً وتراجعاً واضحاً في المشاركات الخارجية خلال تلك المرحلة.

وجاءت اللجنة الرابعة عام 2001 برئاسة السويدي وضمت 5 أعضاء واستمرت 18 يوماً ولكن تبقى اللجنة المؤقتة الأخيرة والتي أعتقد بأنها ستكون الأخيرة في مسيرة اللعبة بعد أن وضع فيفا رأسه في الكرة الخليجية وأصبح متابعاً لما يجري أولاً بأول ولا يقبل بأن تأتي أي لجنة حكومية تتولى الإشراف على كرة القدم حسب النصوص واللوائح الدولية، ويكفي ما يحدث الآن في الكويت من خلافات زرقاء أطاحت بالكرة الكويتية.

مثيرة للجدلاللجنة الخامسة كانت مثيرة للجدل بين أفراد الأسرة الكروية والتي سجلت رقماً قياسياً في تاريخ الوطن العربي والقاري وربما الدولي حيث سجلت رقماً قياسياً واستمرت 324 يوماً عام 2003 وضمت 7 أعضاء وقد سجلنا تحفظنا عليها ومع ذلك استمرت حتى تشكيل مجلس إدارة الاتحاد والذي شكل يوم 7 مارس من عام 2004، وبالطبع تولى رئاستها السويدي في آخر علاقة كروية رسمية له قبل التقاعد رياضياً والاتجاه إلى قاعة البرلمان.

وبصراحة ومن خلال تواجده الدائم أيام المجلس الأعلى للشباب والرياضة، حيث كنت أشاهده في جميع البطولات التي تقام على أرضنا وأذكر مثلاً بطولة التعاون لكرة اليد التي انطلقت بصالة الأهلي، وبعد ساعات كان سلطان صقر في مدينة زايد الرياضية يشاهد مباراة المنتخب مع الهند. وقبل بدء التصفيات ‏سافر إلى الدوحة وقطع إجازته الخاصة ليقف مع إخوانه لاعبي المنتخب الوطني ‏خلال معسكرهم، وشاهد المباريات ‏التجريبية كلها من منطلق إيمانة بدوره والعمل الذي يؤديه في سبيل خدمة شباب بلده ‏ولا يخفى عليكم الدور الذي لعبه ‏في اجتماعات المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لكرة القدم أخيراً، ‏والذي نتج عنه موافقة الاتحاد العربي بإقامة الأدوار النهائية لأبطال الأندية بالشارقة لما يتمتع به من خبرة واسعة في المجال القيادي الشبابي والقدرة على الإقناع وهذا سر نجاحه في مهامه الرياضية.

‏وحقيقة القول إن شخصية سلطان صقر السويدي التي نعرفها تمثل مدى القيمة الكبيرة التي قدمها ومدى الحاجة الماسة إلى مثل هذه الكفاءات المخلصة القادرة على العمل بدون «لف ولا دوران»،‏ فالسويدي نموذج مشرف لرياضتنا.. ‏فتحية لهذا الرجل الذي يزيد إعجابنا به يوماً بعد يوم، فـ«أبو ماجد وسط الأحداث الرياضية دائماً كان متواجدا».

ولو نلقي الضوء على سيرته الذاتية نجد أنه الإداري الوحيد في الرياضة الإماراتية الذي تبوأ مناصب في معظم الهيئات الرياضية وقد عمل في أربعة اتحادات هي:

كرة القدم وتولى منصب أمين السر، وفي كرة الطائرة وكرة الطاولة والسباحة، وتبقى المهمة الأكبر عندما ترأس وفد الإمارات الكروي في نهائيات سنغافورة عام 89 في الوقت الذي مرت أسوأ فترة على تاريخ الكرة الإماراتية أعقاب استقالة الاتحاد آنذاك وتعيين لجنة مؤقتة تولى مسؤوليتها بشجاعة، بالإضافة إلى المناصب الرياضية والثقافية والاجتماعية الأخرى.

فقد تولى منصب أمين سر النادي الأهلي في دبي 1972 – 1974. ونائب رئيس اتحاد كرة الطاولة 1973. أمين سر اتحاد كرة القدم 1974 – 1976 خلال فترة سمو الشيخ سلطان بن زايد ورئيس وفدنا في أول مشاركة لدولة الإمارات في الدورة الآسيوية في بانكوك 1978. رئيس أول لجنة أولمبية في دولة الإمارات 1980.

عضو مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم منذ 1989 ومنصب نائب رئيس مجلس الإدارة منذ 1995 حتى تاريخه. عضو جمعية رعاية الأحداث منذ 1992 وحتى تاريخه وعضو مجلس إدارة الجمعية من 1992 -2002. رئيس مركز إعداد القادة منذ عام 1996 – 2006.

وله مشاركات متعددة أبرزها:

Ⅶحضور الدورة الأولمبية في مونتريال (كندا) 1976.

Ⅶ حضور بطولة الأرجنتين 1987.

Ⅶ حضور بطولة كأس العالم في أسبانيا 1982.

Ⅶ شارك في معظم الدورات التي أقيمت في أرض الدولة.

Ⅶ عضو في اللجنة العليا المنظمة.

Ⅶ حضر بطولة كأس الخليج السادسة 1982 في الإمارات.

Ⅶ حضر بطولة كأس الخليج الثانية عشرة 1994 في الإمارات.

Ⅶ حضر نهائيات كأس آسيا لكرة القدم 1996 في الإمارات.

Ⅶ عضو في اللجنة العليا لمدينة زايد الرياضية.

Ⅶ عضو في اللجنة العليا المنظمة لكأس العالم للشباب 2003 في الإمارات.

Ⅶ عضو في المجلس التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب لمدة 22 عاماً.

Ⅶ عضو في المجلس التنفيذي للاتحاد العربي لكرة القدم من 1974 – 2000.

Ⅶ حضور الدورة الأولمبية في سيدني (ضيف شرف) عام 2000.

Ⅶ حضور المؤتمر الدولي حول الشباب تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة لشبونة 2000.