■المشاركة في الأولمبياد، تعطي كل الدول حجم قوتها على الساحة الدولية، فهي المحك الحقيقي في التنافس بين الدول العظمى في مجال الرياضة، وما نلاحظه الآن، هو تصدر أميركا بلامنازع ومطاردة من الدول الأخرى المتقدمة، وكذلك تفوق البرازيل البلد المضيف للألعاب الأولمبية الحالية، من حيث التنظيم الرائع، رغم الظروف التي مرت بها بلاد السامبا.
ومن منطلق أهمية الدور الرياضي في التقارب بين أبناء«المعسكر الأميركي»، في ظل التغيرات والتحولات الدولية والإقليمية، وبدورنا أعلنا التواجد والمشاركة قبل 32عاماً، حيث كان قرار المؤسسة الأهلية وتوجهها من خلال تحقيق العديد من الأهداف في هذا الحدث الرياضي الكبير الذي تحتضنه إحدى الدول الصديقة الرائدة في القطاعين الشبابي والرياضي.
وضرورة أن نتعلم ونقيم المشاركة بشكلها الصحيح وفق توجهات الدولة رياضياً، والتي تحددت يوم 16 أبريل من عام 2006، ومنذ قرار تأسيس إشهار اللجنة الأولمبية عام 1979، والدور الملقى على عاتقها في الفترة المقبلة حتى عام 2020.
وبالتالي علينا بمجرد الانتهاء من الدورة الأولمبية بالبرازيل، أن نفتح ملف المشاركة بحلوه ومره، فالفترة المنتظرة من عمر اللجنة لا يبقى فيها سوى إعادة النظر، لا في تشكيلها الجديد بعد الأولمبياد حسب المتعارف عليه بدعوة الجمعية العمومية، وإنما عليها أن تعمل من الآن وحتى أولمبياد طوكيو المقبل، إذا كانت اللجنة تريد لها وضعاً مميزاً.
■وقد جاءت التصريحات بأن الآمال والتفكير في السنوات الأربع المقبلة سيكون مغايراً، فالميدالية البرونزية الوحيدة التي سجلتها الرياضة الإماراتية، كانت محل انتقاد من البعض، والإشادة من البعض الآخر، فهل توجهنا كان صحيحاً، هذه القضية يجب أن تناقش بكل موضوعية وصدق، بعيداً عن العاطفة، وهل نحن نريد أن نفوز بميدالية لمجرد الفرحة بتلك الميدالية، أم أننا نريد أن نطور رياضيينا من أبناء البلد..
فقد شهدت الساحة الرياضية في الآونة الأخيرة، جدلاً كثيراً ونقاشاً هادئاً حول تلك الميدالية، وهدفنا من هذا الجدال هو إصلاح المسار الرياضي، وأعتقد أننا حصلنا على ميدالية أولمبية، من رياضي، أصلاً جاهز ومتمكن، وهو بطل عالمي، وليس هذا هو الهدف، بل علينا أن نعطي الرياضة أهمية أكبر وفق التوجه الوطني، ويجب أن تطرح هذه الميدالية على جدول أعمالنا في الفترة المقبلة، حتى يمكننا الرد بالمنطق، بدلاً من القيل والقال، فهل وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح لمعالجة هذه القضية، هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه وبقوة الآن؟!.
■واللجنة الأولمبية في تشكيلها المرتقب، سيتم تغيير أسماء عديدة من الوجوه القديمة فيها، فالنية تتجه لإدخال عناصر جديدة، نأمل أن تكون عوناً وسنداً ودعماً، بعد أولمبياد ريو دي جانيرو.
والتقييم الموضوعي لمشاركة عدد من رياضيينا يمثلون بعض الاتحادات الفردية، الذين كان عليهم إثبات الذات والظهور بالمستوى المشرف الذي يعكس التطور الذي وصلت إليه الرياضة الإماراتية في المنطقة، واللجنة الأولمبية مطالبة بتغيير توجهها وتفكيرها مستقبلاً كونها كياناً أهلياً، وأمامها رسالة تؤديها على أكمل وجه حسب متطلبات المرحلتين الحالية والمقبلة.
ونحن على ثقة تامة في أنها وبالتعاون مع الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، سيكملان دورهما في النهوض برياضاتنا، حسب المعطيات المستقبلية التي تبين أهمية الدور الأولمبي ورسالته السامية، ونقول بكل أمانة، إن هناك جهوداً بذلت في الفترة الماضية من مسيرة العمل الأولمبي، لا أحد يستطيع أن ينساها، ولكن البرونزية الوحيدة لبعثتنا في ريو، يجب أن لا تمر مرور الكرام ونناقشها من كل الاتجاهات، بما يحقق الصالح العام للرياضة الإماراتية مستقبلاً.. والله من وراء القصد.