*فارق دنيانا قبل يومين، البرازيلي جواو هافيلانج الرئيس الأسبق للاتحاد الدولي لكرة القدم، هذا الرجل الفذ الذي رحل، لنا معه من الذكريات الجميلة التي لا ننساها، فقد زارنا فور توليه رئاسة الفيفا عام 74، والتقى مع قادة الكرة الإماراتية في ذلك الوقت، وكان برفقته البرلماني الكويتي الشهير أحمد السعدون نائب رئيس الفيفا، عن قارة آسيا، وعدد من الشخصيات العربية والقارية، الأعضاء في مملكة «الفيفا».

فأصبح الرجل الداهية داعماً كبيراً للكرة الخليجية، فالفكر الذي حمله، ساهم في الثقافة الكروية، لدى جميع دول الخليج، وهذا لا أحد ينكره إطلاقاً، فظل ضيفاً كبيراً على دورات كأس الخليج لكرة القدم، منذ الدورة الثالثة عام 74، خلال فترة رئاسته، وقبل رحيله بأيام عن رئاسة الاتحاد الدولي.

وقد ارتبطت الكرة الخليجية بالكرة البرازيلية، منذ زمن بعيد بصفة عامة ومع الإماراتية على وجه الخصوص، كونها الرائدة ولها المكانة الرفيعة لتربعها على قمة الهرم الكروي في العالم، فقد لعب البرازيليون دوراً مهماً في نقل اللعبة بالمنطقة، لتجعل متعة كروية يستمتع بها الجمهور.

*ونحن في الإمارات، ندرك هذا الدور تماماً، لما لعبه المدربون البرازيليون، الذين جاؤوا للعمل كمدربين في «القاعدة» بالأندية، قبل تولي المهمة والإشراف على المنتخبات الوطنية، فمعظم البرازيليون الذي عملوا هنا «نقلوا» فرقنا إلى مستوى معين من التطور والمفهوم الكروي الحديث.

ولا أحد يستطيع أن ينساهم، فدورهم واضح، حيث ترك هؤلاء المدربون البرازيليون بصمات مؤثرة، بخبراتهم الفنية العالية، وأصبحت للكرة البرازيلية مكانة خاصة، في دول المنطقة، بعد أن ساهموا بدرجة كبيرة في رفع مستوى اللعبة، محلياً وخارجياً، وأول خطوة كانت بالتعاقد مع جهاز برازيلي متمكن، بقيادة كارلوس البرتوا بريرا ومساعده شيرول عام 84 وقد نجحوا مع منتخب الكويت حيث قادوه إلى التأهل لنهائيات كأس العالم بإسبانيا عام 82.

وهو الجهاز نفسه الذي قاد منتخبنا إلى مركز الوصيف مرتين بكأس الخليج الثامنة بالمنامة عام 86 وخليجي 9 عام 88 بالرياض، واليوم نتذكر البرازيل، لحدثين، الأول قرب الانتهاء من الدورة الأولمبية المقامة حالياً في مدينة ريو دي جانيرو، والتي حققت نجاحاً كبيراً رغم كل الظروف التي أحاطت بالدورة من مشاكل، والحدث الآخر هو وفاة هافيلانيج عن عمرة يناهز 100 عام، قضى معظمها مع المجنونة كرة القدم، ويكفي أن من صعد بنا إلى نهائيات مونديال إيطاليا عام 90، هما التلميذ والأستاذ زاجالوا وكارلوس البرتوا.

ولا نبالغ عندما نشير إلى تعلق الجمهور بالبرازيليين فقد أدمن الناس على التمتع بالكرة البرازيلية، فقد غيروا مجرى التاريخ الكروي برغم أن اللعبة أساساً خرجت لأول مرة عند الصينيين الأوائل، قبل أن تتحول إلى بلاد الإنجليز ويطوروها، ويعني ذلك أن البرازيليين استطاعوا فرض أنفسهم واحترامهم على محبيهم وحتى منتقديهم.

*إن علاقتنا بالراحل هافيلانج قوية وكان حريصاً على معرفة كل صغيرة وكبيرة في الكرة الإماراتية، وقد أبرزت وكالات الأنباء العالمية لقاءه مع سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان في سنغافورة خلال نهائيات كأس آسيا عام 84، بعد توليه مهمة الرئاسة، ونقلت الوكالات أن رجل الفيفا الأول يلتقي بأصغر رئيس اتحاد على مستوى العالم، فكان يوماً مشهوداً للكرة الإماراتية، التي ارتبطت بعد ذلك بالرجل، ولعب دوراً كبيراً في تذليل العديد من العقبات، واليوم لابد أن نذكر محاسن هذا الرجل.. والله من وراء القصد.