أين اللجنة الأولمبية؟!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

■ واجهت اللجان الأولمبية العربية، العديد من الانتقادات، في الفترة الماضية، وخصوصاً عقب انتهاء أولمبياد ريو دي جانيرو الأخير، بعد نتائج الرياضيون العرب المخجلة، إلا أن بعض المآخذ على هذه اللجان، تبدو منطقية، وتحتاج لإعادة النظر والتوجه بصورة أفضل في الفترة المقبلة.

 ولكن اللجنة الأولمبية المحلية لدينا، اتخذت العديد من الخطوات الجيدة والمهمة، نحو الاحتياجات الحقيقية للرياضة الأولمبية الإماراتية، فقد سارعت لجنتنا في طرح العديد من المبادرات، منها نادي النخبة والأكاديمية وغيرها من المشاريع، وبرامجها وخططها ومنجزاتها وكثافة مشاركاتها وقدرتها على إنتاج اللاعبين الأبطال الذين سيتنافسون إقليمياً وعربياً وقارياً، للمنافسة في الاستحقاقات الأولمبية المقبلة، حسب قراءتنا لآخر تصريحات المعنيين في المؤسسة الأهلية.

■ وسأتوقف عند ما قرأته في أحد صحفنا المحلية، التي نشرت تصريحاً للشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم، الذي منح الدولة أول ميدالية أولمبية ذهبية في تاريخها عبر لعبة الرماية، عن مشروع قريب، سيمثل مفاجأة كبيرة في الوسط الرياضي، وذلك من خلال الإعلان قريباً عن مشروع إعداد بطل أولمبي، يهدف للحصول على ميدالية ذهبية في أولمبياد 2020 بطوكيو.

 وأوضح أن المشروع عبارة عن برنامج من إعداده، موضحاً أنه سيكون له دور كبير في تأهيل بطل أولمبي إماراتي يحقق ميدالية، لافتاً إلى أنه مشروع شخصي خاص به، ليس له علاقة باللجنة الأولمبية أو اتحاد الرماية.

وأكد أن المشروع من فكرته وإدارته وتدريبه، وسيعمل على إبرازه بما يليق، به من أجل تحقيق ميدالية للإمارات في النسخة المقبلة من الأولمبياد، وعندما وجهت سؤالي لأحد المسؤولين في اللجنة الأولمبية قال: «لا تعليق، نحن في المؤسسة لدينا مشاريعنا وأفكارنا، سنعلنها قريباً في الوقت المناسب».

■ وأتوقف عند هذا التصريح، وأرى، بل وأستغرب، لماذا هذا التشتت في الجهود؟، لماذا لا يتم توحيدها في الطرح؟، وأن نعمل وفق العمل المؤسسي، ونعطي ونستفيد من كل الاتجاهات والخبرات للمؤسسات والأفراد التي تملك الإمكانات، لكي نعد البطل الأولمبي بعيداً عن العمل الفردي، نحن بحاجة إلى تغيير المفاهيم لصناعة البطل، وبالتالي، تغيير المفاهيم.

 وثقافة المنافسة الأولمبية، مختلفة تماماً عن المستوى المحلي أو القاري، ومن هنا، نرى ضرورة التشبع بثقافة الأولمبياد، وأن ما تتمتع به دولتنا والإمكانات التي نمتلكها، تدعونا إلى التفاؤل، خاصة أن هناك توافقاً بين مؤسساتنا الرياضية، لكي يسير توجهنا وفقاً لرؤية واحدة!

■ وقد عانت الرياضة عامة، وليست الأولمبية في مختلف ألعابها، سواء من الصرف والهدر المالي، فضلاً عن تدهور النتائج، بل إن معظم المشاركات الإقليمية والأولمبية في العديد من الألعاب، بدت وكأنها رحلات سياحية للبعض، إذ شاهدنا في مناسبات عدة، وجود العشرات من الإداريين والمرافقين والمنسقين، يفوق عدداً، عدد اللاعبين وأعضاء الأجهزة الفنية.

 ويعرف الجميع أن البعض يمارسون «تنفيع» المقربين والأصدقاء منهم، من خلال انتدابهم مع البعثات الرياضية، وأتساءل، لماذا أغلقنا ملف الأولمبياد بكل سهولة؟، دون دراسة، أو حتى تقييم للمشاركة من باب الحرص، وتفرغنا لشعارات «رنانة» أخرى، طالما نحن قادرون، على الأقل، على رسم خطة، ونملك الإرادة وحسن إدارة تنفيذ برامجنا.

والآن أقولها، إن الفرصة مواتية لبحث الأمر على طاولة الجمعية العمومية للجنة الأولمبية يوم 25 الشهر المقبل، لبحث كل الملفات، ولا نكتفي فقط بهز الرؤوس، ونبصم بالموافقة، حتى لو لم نكن مقتنعين، ونغادر الصالة بعد ثلث ساعة!!.. والله من وراء القصد.

Email