* قبل أيام، شاركت في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، في أمسية جميلة، تناولت الإعلام الرياضي، نظراً لأهميته البالغة والمؤثرة لدى قطاع كبير من شباب الدولة، رغم اختلافه في ما يقدمه، وهو أحد نتاجات العمل الإعلامي بشكل عام.

ويهتم بنشر الأخبار والمعلومات والحقائق الرياضية، وشرح القواعد والقوانين الخاصة بالألعاب والأنشطة، بقصد توسيع المعرفة والثقافة الرياضية لدى القارئ والمشاهد والمستمع، والمسيرة الإعلامية الرياضية في الآونة الأخيرة، تمر بمرحلة من الانعكاسات، التي قد تكون في كثير من الأحيان سلبية، وتلقي بظلالها على الرأي العام في الوقت نفسه.

 وقد لا يعلم الكثيرون، أننا عرفنا الإعلام الرياضي أول مرة، من خلال المكتب الثقافي البريطاني في دبي، الذي كان يعرض مباريات كأس العالم عام 66 في إنجلترا من خلال شاشة «البروجكتر» التلفزيونية.

* واليوم يحل علينا ضيف صحافي من الزمن الجميل، هو الزميل الكبير سعيد غبريس، الذي أحببناه من خلال الصفحات الرياضية، فالحياة في بلده لبنان أرض السلام والمحبة، كانت فيها الأجواء مثالية للثقافة والفن والرياضة، ولعب المرحوم ناصيف مجدلاني، الذي كان معروفاً بـ (أبو الرياضة) في الستينيات دوراً في إصدار مجلة الوطن الرياضي (أم المجلات) الرياضية في الوطن العربي، وكان ذلك في باريس خلال فبراير 1979.

 وانتقلت المجلة بعدها إلى بيروت في أكتوبر عام 1982، ومنذ ذلك الحين تولى ضيفنا العزيز«غبريس» رئاسة تحريرها، وتغير اسمها في ما بعد إلى (الحدث الرياضي ) عام 2000، واستمرت في الصدور ورقياً، ثم أصبحت إلكترونية في يوليو 2014، وظل «بوشادي» رئيساً للتحرير طوال 35 عاماً متتالياً.

 وحالياً يعتبر عميد رؤساء تحرير المجلات الرياضية، فهو أول من أعد وقدم برنامجاً تلفزيونياً استمر لمدة 12 عاماً من (2001 - 2011)، وخصص جوائز من المجلة تمثلت في الحذاء الذهبي لهداف العرب والكرة الذهبية لأفضل لاعب عربي وأخرى للصافرة والراية الذهبية، تمنح لأفضل حكمين للساحة والخطوط، وذلك تباعاً من عام 1979، وكان للاعبي وحكام الكرة الإماراتية نصيب وافر من هذه الجوائز.

* وقد واجهت غبريس، العديد من العقبات والصعوبات، وبرغم ذلك ظل سعيداً راضياً بالقسمة والنصيب، وأسهم في تشجيع نجوم الرياضة العربية، خاصة لاعبي كرة القدم، من خلال الجوائز التي قدمها، وكان يصرف ما له وما عليه، من أجل نجاح التجربة، وظل يعاني ويصفق بيد واحدة، بسبب الظروف التي تمر بها لبنان ووقفت ضده، من أجل استمرار مشروعه العربي الكبير.

إلا أن غبريس قاوم برغم ظروف الحياة الصعبة، من أجل مواجهة كل هذه العثرات، فهو رجل بطبعة يعشق التحدي، قنوع وهادئ وخجول، لا يحب المزايدة و«البهرجة والهمبكة»، وهو مثال لأحد أهم رجال الصحافة في الزمن الجميل، فأهلاً به في وطنه.

حيث يحل ضيفاً عزيزاً علينا، ونحن نرحب بالشرفاء في الإمارات بلد الخير والمحبة، وأبوابها مفتوحة لكل من يريد أن يعمل ويخدم الصحافة بإخلاص، وبمهنية وشرف، من الأشقاء العرب، وحان الوقت لرد الجميل.. والله من وراء القصد.