توكل كرمان، فتاة يمنية، عرفها اليمنيون صحفية نشطة في الشأن السياسي، ورغم انتمائها إلى حزب ديني، حزب الإصلاح اليمني، إلا أنها تقدمت زملاءها من الرجال وأصبحت في مقدمة زعماء المعارضة اليمنية السياسية، وتبوأت عن جدارة موقع الناطقة الرسمية باسم المعارضة.

هذه المرأة اليمنية التي تلتزم بسلمية الانتفاضة التي تشهدها بلادها اليمن، والتي تخاطر بحياتها كل يوم لتحقيق الأهداف التي من أجلها تتحمل التهديد والمضايقة وحتى الاعتقال الذي ذاقته وإن كان ليوم واحد تحررت منه بعد ضغط شعبي، إلا أنها ورغم كل ذلك تؤمن بسلمية التظاهر وخوض المجابهة مع النظام الحاكم في اليمن.

لكفاحها وإيمانها بالنضال السلمي والدفاع عن حقوق المرأة اليمنية وقبل ذلك حقوق شعبها منحتها اللجنة المشرفة على جائزة نوبل، جائزة نوبل للسلام بالمشاركة مع امرأتين من ليبيريا، إحداهما رئيسة الجمهورية المنتخبة إلين جونسون سيوليف والمناضلة الليبرلية من أجل السلام ليما غبوري والتي رفعت شعاراً طريفاً التزمت به نساء ليبيريا في مواجهة الحرب الأهلية، إذ عُرفت هذه المناضلة كبطلة لشعار «ممنوع الحب حتى انتهاء الحرب»، وهو ما فرض على الرجال ترك البندقية والعودة إلى فراش الزوجية.

فوز توكل كرمان بقدر ما هو إنصاف للمرأة اليمنية خاصة والمرأة العربية المسلمة عامة، إلا أنه بشارة خير لكل اليمنيين ومحبي اليمن، إذ إن فوز امرأة يمنية تلتزم بسلمية الانتفاضة وترفض اللجوء للسلاح لفرض الخيار السياسي الذي يرفعه المعتصمون في ساحات التظاهر والاعتصام في صنعاء والمحافظات اليمنية الأخرى، يؤشر إلى أن السلام قادم لليمن.

وأن بروز امرأة يمنية من دعاة السلام سيفرض على من يؤججون الحرب ويحتكمون للسلاح لفرض خياراتهم أن يستجيبوا لنضال امرأة أقنعت أهم وأكبر لجنة دولية لمنحها الجائزة الأكبر والأكثر تأثيراً في هذا العصر.

 إذ ستكون جائزة نوبل للسلام إحراجاً لدعاة الحرب في اليمن، فلابد أن يخجلوا من تفوق امرأة مناضلة ترفع شعار السلام فيما يصرون على رفع البندقية.

توكل كرمان حمامة السلام تحمل البشرى لأهل اليمن، فلا يفوت أهل اليمن هذه الفرصة ويضيعوا بشرى كرمان.