إن القرار الذي اتخذته حكومة دبي في عام 1985 بإنشاء شركة طيران الإمارات، يعد قراراً اقتصادياً مهماً وحدثاً تاريخياً، ليس فقط على المستوى المحلي، بل على المستويين الإقليمي والعالمي، وذلك لما تنطوي عليه الخطوة من انعكاسات اقتصادية يطال أثرها قطاعاً عريضاً من النشاط الاقتصادي كما نشهده اليوم.
فقد استطاعت هذه الشركة، وفي فترة زمنية قياسية لا تتجاوز الثلاثة عقود، أن تحدث ثورة في عالم الطيران، تمثلت في حجم استثماراتها، وسرعة نموها وتطورها، وجودة خدماتها وتحليقها بكفاءة وتميز في سماوات الإبداع والانطلاق نحو العالمية.
لقد أصبحت هذه الشركة نموذجاً للإبداع يحتذى، ومدرسة تتعلم منها كبريات شركات الطيران فنون الجودة والتميز والإبداع والتطور، حيث استطاعت أن تتفوق على العديد من مثيلاتها من الشركات التي سبقتها في النشأة والخبرة، بفضل سياستها الناجحة التي اعتمدت على النوعية وتقديم الخدمات المتميزة، والتنوع في توفير وسائل الترفيه لركابها بمختلف فئاتهم العمرية وتعدد رغباتهم.
وبفضل الجهد المخلص والعمل الدؤوب للقائمين عليها، تمكنت هذه الشركة الفتية من أن تصبح الشركة الأسرع نمواً في العالم، خلال مدة زمنية لا تتجاوز 28 سنة من عمرها، وبذلك أضحت منافساً قوياً لكبريات شركات الطيران العالمية، حيث تملأ طائرات أسطولها العملاق سماء الدنيا، من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، حاملة هوية واسم أجمل بلد في العالم وهو الإمارات.
تحلق بكل شموخ وعزة وكبرياء فوق سماوات المطارات العالمية، وهي تحمل بشريات النماء والازدهار الاقتصادي والسياحي أينما حلت ورحلت. تحلق في تلك السماوات وهى تصدح بمستقبلٍ اقتصادي متفائلٍ لتلكم البلاد.. إنها طيران الإمارات التي أصبحت معشوقة المطارات التي تنتعش فيها الحياة وهي تستقبل في أجوائها طيران الإمارات، وتدب الحياة في أوصلها بهبوط ((الإمارات)) عليها وهي تضفي نكهة رائعة حيثما حلت.
إنها الأسطورة التي استطاعت بسمعتها ونجاحها الذي ملأ الآذان وفاق كل التوقعات، أن تقدم نموذجاً مثالياً في عالم الطيران أشعل المنافسة بين شركات الطيران العالمية المختلفة. فها هي تحلق مغردة في سربها العاجي الخلاب، ترفل في أثواب الجودة والتميز بتفردها، ممددة أجنحتها العملاقة في سماء صناعة الطيران، تاركة للآخرين مساحة صغيرة يتقاسمونها بينهم.
إنها الثقة التي اكتسبتها من خلال الخبرة والعمل الجاد، والاستراتيجية الواضحة التي وضعتها الشركة لتخطو بها نحو المجد، إنها الرؤية التي رسمها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتصبح هذه الشركة أسطورة عظيمة يفتخر بها كل إماراتي وكل عربي، وكل منصف يعلم حقيقة هذا الإنجاز العظيم..
إنها الرعاية والاهتمام والمتابعة الدائمة، التي تلقتها هذه الشركة من سموه، إنها الرؤية التي مشى على خطاها سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، بعد أن تسلمها من سموه بكل فخر واعتزاز، حيث عمل جاهداً على قراءتها وفهمها بكل دقة وإتقان، ليترجمها على أرض الواقع كما أرادها سموه منه، إنها الأمانة والثقة الغالية التي حملها سموه بكل جدارة واستحقاق، وعمل جاهداً على تنفيذها بكل اقتدار..
إن ما نشاهده اليوم من إنجازات ونجاحات تحققها هذه الشركة، لهو دليل واضح على تحقيق تلك الرؤية الصائبة الطموحة.
إن الإحصاءات والأرقام تشكل أهم الدلائل لنجاحات أي مشروع اقتصادي، وقد جاءت نجاحات طيران الإمارات وفقاً لهذه الأرقام التي حققتها خلال السنوات الماضية، حيث يعمل لدى الشركة 42 ألف موظف في مختلف التخصصات، غالبيتهم من الموظفين المتخصصين في مجالات أعمالهم من حاملي الشهادات العليا.
وتمتلك الشركة اليوم أسطولاً ضخماً من الطائرات يصل عدده ما يقارب 200 طائرة، كما تعتبر أكبر مشغل لطائرات إيرباص أيه 380 في العالم، حيث تم استلام 31 طائرة من مجموع 90 طائرة.
وتستأثر طيران الإمارات بنحو 35% من مجموع طلبات شركة إيرباص لطائرة "أيه 380"، والتي يقدر مجموعها الكلي بـ257 طائرة حتى عام 2015، وتحتل السنغافورية المرتبة الثانية بنسبة 9% وبمجموع 24 طائرة.
كما أن طيران الإمارات هي أكبر مشغل لطائرات بوينغ 777، التي يبلغ عددها في الأسطول 125، مع طلبية مؤكدة لشراء 65 طائرة من هذا الطراز. وتعتبر "الإمارات" هي الشركة الوحيدة التي تمتلك كل أنواع طائرات بوينغ 777.
ويبلغ إجمالي الطلبيات المؤكدة التي ستتسلمها طيران الإمارات من عملاقي صناعة الطائرات في العالم، وهما إيرباص وبوينغ، 200 طائرة في غضون السنوات الثلاث المقبلة، وباستلامها تصبح الشركة ضمن الشركات العشر الأولى التي تمتلك أكبر الأساطيل على مستوى العالم، متفوقة بذلك على الخطوط البريطانية والفرنسية، مقدمة خدماتها إلى 132 وجهة حول العالم.
ركزت الشركة في استراتيجيتها على الرحلات طويلة المدى، وهي الرحلات الخارجية المباشرة من دون توقف، وتلك استراتيجية قائمة على أساس المنطق والواقع، وبناءً عليها قامت الشركة بشراء جميع طائراتها من النوع المصمم لتأدية هذا الغرض، وعملت على نجاح استراتيجيتها بخطى ثابتة ومدروسة، لتتفوق على جميع الشركات التي سبقتها في العمل في هذا المجال، واحتلت المرتبة الأولى عالمياً من حيث معدل المسافة التي يقطعها الراكب الواحد، والتي تعادل 4.6 آلاف كم خلال 2011، وذلك بسبب القيادة الناجحة ووضوح الرؤية والهدف، والدقة في تطبيق الاستراتيجية، وقراءة السوق بشكل مستمر، بالإضافة إلى الثقة الكاملة والفعالية في الأداء. لذا قررت الشركة المضي والاستمرارية على النهج نفسه، وشراء جميع طلباتها الجديدة من الطائرات من النوع الذي يؤدي هذا الغرض.