كم أنت جميل وصحي وشهي وسهل الهضم يا طبق الهريس، فأنت نعمة غذائية مما تجود به الأرض من حبوب القمح الشهية، التي تهرس مع اللحم بطبخه في الماء على نار هادئة، خصوصاً عندما يوقد التنور ويوضع قدر الهريس فيه لساعات، وبعد تمام نضج اللحم وحبوب القمح فإن المكونات تضرب ضرباً قوياً لتتجانس بمضرب الهريس الخشبي، ويفضل عادة دعوة أحد الرجال للقيام بهذه المهمة، أو امرأة قوية البنية، ويصبح القوام سميكاً نوعاً معاً، وانتشر في الأسواق المضرب الكهربائي.

بالرغم من أن العديد لايزال يفضل ضرب الهريس يدوياً بالمضرب الخشبي، لا تكتمل ولائم الأفراح وخصوصاً حفلات الأعراس إلا بحضور طبق الهريس، والعديد من المنازل الإماراتية تستقبل رمضان بالهريس، ويصبح طبقاً يومياً على المائدة الرمضانية، فالهريس وجبة غذائية خليجية سهلة الهضم تصلح للصغار والبالغين، وكبار السن، ونوعية اللحم المستخدمة هي التي ترفع القيمة الغذائية لطبق الهريس، فاللحم غني بالبروتين والحديد، وبعض الأسر تضيف عصير الطماطم والليمون عند المرحلة النهائية من الطبخ أو تضاف القرفة، لزيادة القيمة الغذائية والنكهة، وهو من الأطباق التي يتبادلها المواطنون قبل الإفطار، وفي العادة يقدم طبق الهريس بعد مسح سطحه بالسمن الحيواني وعمل حفرة غائرة في وسطه ليسكب السمن فيها، ومن هنا تنشأ المخاطر الصحية.

نظراً لزيادة استخدام السمن في الهريس خصوصاً وأن الحفرة الغائرة تكون مستودع السمن الحيواني والكل يغمس لقمته في السمن، أي أن كل لقمة تتشبع بالسمن الحيواني لدرجة أنه يقطر منها قبل أن يصل الأفواه، ومع قلة الحركة والرياضة وكثرة تناول الدهون والسمن الحيواني فإن المخاطر الصحية ترتفع مقابل الفوائد الصحية لطبق الهريس.

لذا يفضل التقليل من استخدام السمن الحيواني بتقديم طبق الهريس من دون حفرة غائرة مليئة بالسمن، وأن يقدم الطبق مقروناً بطبق السلطة الخضراء، لرفع القيمة الغذائية أكثر بالاستفادة من الفيتامينات والألياف النباتية للخضراوات، وشرب عصير البرتقال أو الليمون ليساعد محتواهما من فيتامين سي على امتصاص الحديد.