لطالما لقيت المرأه الإماراتية احتراماً على المستوى الحكومي والشعبي. فقد لقيت اهتماماً كبيراً في تعليمها منذ خمسينات القرن الماضي مع أنه كان في بدايته شبه نظامي إلا إن إصرار حكومة الشارقة على توفيره بجلب المدرسين والمدرسات من دولة الكويت ومن مصر ومن الأردن وفلسطين وقطر وغيرهم وتوفير كل الوسائل التعليمية.
الدكتورة عائشة علي السيار التي تربت في بيت يقدر العلم والتعليم، هي من أوائل الدارسات بكافة المراحل التعليمية من العام الدراسي 1953 و 1954 في الصف الأول الابتدائي ثم قطعت المراحل الابتدائية فصلين في فصل واحد إلى أن أنهت رسالة الدكتوراه في عام 1983 من جمهورية مصر العربية بعنوان التشكيل السياسي لدولة الإمارات من 1892 لغاية 1971.
عائشة السيار تخرجت هي وصديقاتها الأربع من ثانوية الزهراء في الشارقة مع الشيخة عائشة بنت صقر والشيخة ناعمة بنت ماجد والأستاذة آمنة الهاجري، وقد ذهبن فيما بعد إلى الكويت وعدن بعد توقيع العقد في بعثة دراسية من الشارقة إلى جمهورية مصر العربية فوافقت كل من الشيخة عائشة بنت صقر القاسمي والدكتورة عائشة بنت علي السيار..
ولم يحالف الحظ الأخريات فتقول الدكتورة عائشة السيار عن نفسها إنها سافرت من الشارقة إلى كلباء بسيارة الجيب إلى أن وصلت إلى مطار كلباء الجوي وهو المطار المخصص لقاعدة الإنجليز، وسافرت من هناك إلى الكويت ومن الكويت إلى القاهرة.
تخرجت عائشة السيار من آداب قسم تاريخ في جامعة عين شمس، بتقدير امتياز عام 1969 ومن ثم عادت إلى أرض الوطن لتكون أول مدرسة تاريخ وجغرافيا في ثانوية الزهراء في الشارقة.
بعدها أتبعت شهادتها الجامعية بشهادة ماجستير في التاريخ عام 1973، وبعد أن أكملت الماجستير عادت لتستلم مكتب التأهيل في وزارة التربية والتعليم ثم أصبحت تأخذ أجرها في وزارة التربية والتعليم التي كانت تقع بالقرب من سوق مرشد. وتقول الدكتورة عائشة عن بعض المهمات التي أوكلت لها في بداية عملها مثل الخدمة الاجتماعية عندما استضافتها ضمن مشروع ال40 رمزاً وطنياً في محاضرة أقيمت لطالبات في جامعة الشارقة..
وقد طلب منها المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - أن تتواجد في قصره اليوم التالي، عند الساعة الخامسة صباحاً هي ومجموعة من التربويين في رحلة إلى محاضر ليوا. وعند الفجر تواجدت هي والمرحوم الدكتور عبدالله عمران تريم وكانوا قد شاهدوا الشيخ زايد وقد جهز لهم الجيب من الخلف مكشوفاً وطلب منهم الركوب، وقالت: "
كانت تلك الفترة في سبتمبر ولم نكن نمشي إلا في البراري ولم تكن هناك شوارع مرصوفة ولم نصل إلا مساء، وصباحاً عندما شاهدنا المنزل الذي ستبدأ فيه الدراسة، فتم وضع الكتب الدراسية وتم تجهيزها بالمستلزمات الورقية والوسائل التعليمية من الطباشير والمساحات والأقلام وكل ما يلزم الطلاب والطالبات لنفاجئ أن الحيوانات من الهوش والبوش التي كانت موجودة في المنطقة أتت وقضت على كل ما استطاعت أن تأكله، وهذه إحدى الصعوبات التي واجهتنا ولكنها كانت طرفة من الطرائف في حضرة زايد الخير".
ومن ثم تخصصت في الدكتوراه وكانت رسالتها بعنوان التشكيل السياسي لدولة الإمارات من 1892 لغاية 1971 إلى أن وصلت إلى أول وكيل وزارة أنشطة التربية والتعليم في عام 1983 ثم أصبحت رئيسة مجلس سيدات الأعمال. تعتبر الدكتورة عائشة السيار من أوائل من أسهمن في النهضة النسائية للمرأة بالتعاون مع أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك - حفظها الله ورعاها- رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة الأمومة والطفولة.
وقد ساهمت في إعداد رسالة في محو الأمية بإعداد كتاب سمي بالنهضة النسائية عام 1975 وشاركت في أهم المؤتمرات بدءاً من المؤتمر الدولي للسنة العالمية للمرأة بالمكسيك عام 1975، وفي مؤتمر نيروبي إلى مؤتمر بكين عام 1995.
ولأنها سيدة فكر ومعرفة اختزلت تاريخ أمة لا تموت، تعمل على إشاعة العلم والثقافة أينما حلت، وحضورها المقرون بالهيبة والاتزان والإدراك العميق يأخذك هذا إلى التأكد من عظمة المرأة المثقفة التي يسكنها العمل، فتبدع إنجازات تمجد من خلالها إنسانيتها وتكرم وطنها فتكون رسالة علم وثقافة وسفيرة معرفة لبلد يقدر الطاقات العلمية والإنسانية.
لهذا تم اختيارها من الرموز الأوائل ضمن قائمة ال43 رمزاً في الإمارات الذين كرمهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي- حفظه الله ورعاه- لتكون الدكتورة عائشة رمزاً من رموز الوطن خلال ستين عاماً من الدراسة والإبداع.