هل على الإنسان العربي والمسلم أن يتذكر الأيام التي تشكل بالنسبة له الحزن والكآبة، ومن محاسن الفكر والعقل النسيان، وهي نعمة من الله سبحانه وتعالى، بعد أن ساد السواد وملأت الدموع العالم من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.
ألم تكن انتصارات العرب في حرب 1973 المباركة رداً للاعتبار، وهي التي أدت إلى معاهدات السلام، وقد بات معلوماً الآن أن الأمة العربية لن تستطيع أن تهزم إسرائيل عسكرياً طالما أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف وبلا أدنى تحفظ معها، فهي الجدار الحافظ لمصالحها، وطالما أن الدول الأخرى لا تريد أن تفقد مصالحها من أجل عيون العرب!! ويبقى أن يبدأ الحل في هذه الحالة من معرفة الأسباب الكامنة والحقيقية ومن ثم وضع الحلول خطوة خطوة حتى تصغر كرة الثلج، وحينئذ تذوب في الرمال العربية من دون عودة، ولكن الخوف أن تنجذب قطرات الماء معاً لخلق طوفان جديد!!
ولا يمكننا فصل الواقع الحالي للحياة السياسية عن الحياة الاجتماعية، فقد بات من الواضح أن على الإنسان أن يرتب منزله، وعلاقات أفراده بعضهم بعضا، بعدما ساهمت تطور وسائل الاتصال المختلفة بخلق حواجز بينهم، فذاك مهتم بالرياضة وتلك بالأزياء وآخرون بمتابعة المسلسلات المدبلجة، أو الانتقال من متجر إلى آخر، ولعل الزحام الشديد يزيد من توتر الإنسان، وعليه أن يضع أعصابه في ثلاجة شديدة البرودة، حتى إن الإقبال على الأنشطة الثقافية لم يعد كما كان في ذلك الزمن الجميل، وكأن البيت الواحد تعيش فيه العديد من الثقافات بتفرعاتها المعقدة.
من المؤسف حقاً ألا يلتقي الأفراد والأصدقاء إلا في خيام العزاء، حتى لقاءات الزواج السريعة جداً، بعد السلام يذهب كل إلى عالمه الخاص.
ولعل شهر رمضان الكريم يعيد اللحمة إلى أفراد المجتمع من جديد، ويعيد الحوار بينهم من جديد، إلا أنه من المعلوم أن العديد من الأسر خططت بعد هذا الشهر الفضيل لرحلة الصيف في بقاع العالم.
ولم تزل كلمات الحياة حلوة يا صاحبي تقرع الأجراس للجميع، وتبقى السعادة والفرح هما الأساس في حياة الإنسان، لا الحزن ولا الدموع.
لكن لننعم بذلك، هل عودنا أطفالنا منذ الصغر أن يعبّروا عما يجول في خاطرهم دون خوف من رد فعل الأب أو الأم، أو حتى الأخوة والأخوات الكبار؟!
عزيزي القارئ فكر قبل أن تجيب ولا تستخدم الكلمات المنمقة حتى تتهرب من قول الحقيقة.