تشرفت وكلي فخر واعتزاز، بمصافحة صاحب الأيادي البيضاء الكريمة، سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال استقبال سموه بقصره في دبي، قادة وكبار ضباط القوات المسلحة والقيادات الشرطية والأمنية وكبار الضباط في وزارة الداخلية وشرطة دبي، الذين قدموا التهاني والتبريكات لسموه بمناسبة شهر رمضان المبارك، سموه استهل حديثه بكلمات تغذي الروح وتقوي العزيمة «أن أية مشكلات تواجهنا على المستوى الاقتصادي أو التنموي أو الأمني، هي بمثابة تحديات بالنسبة لنا، وعلينا مواجهتها بعزيمة وإصرار وإيمان بالله، ثم بقدراتنا الذاتية، كي نستطيع تجاوز مثل هذه المشكلات، إن وجدت لا سمح الله»، «أن الدولة مهما عظمت مواردها المالية وعلا بنيانها واتسعت رقعتها، لا تستقيم أبداً دون تضحيات وعطاءات أبنائها وبناتها، فالوطن بحاجة إلى طاقات وسواعد وعقول أبنائه في كل موقع وفي كل زمان ومكان، لنحفظ للوطن هيبته وكرامة شعبه واستقلاله واحترامه بين الدول».

وأردف سموه هذه العبارات التي ضاعفت من طاقتنا الإيجابية، معرباً عن ثقة القيادة الرشيدة بشعبها وصدق انتمائه الوطني الراسخ، مذكراً بالقول المأثور «وطن لا تحميه.. وطن لا تستحق أن تعيش فيه»، كلمات سموه ذكرتنا بالماضي الجميل، ماضي «راشد الفكر»، طيب الله ثراه، الذي واجه التحديات وتجاوزها بحكمته وإرادته القوية.

الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، كان دوره ريادياً تنموياً عظيماً في كافة المجالات، وانعكس ذلك على إمارة دبي بالخير منذ توليه الحكم في عام 1958، واجه، رحمه الله، خلال مسيرة القيادية، محناً وظروفاً صعبة وقاسية، وتحديات تجاوزها وتخطاها بحنكة القائد الفذ، وحولها إلى إنجازات تنموية، وانتهج نهجاً محوره الأمن، ربط في سياسته الأمن بالتنمية لقناعته التامة في الصلة والعلاقة الوثيقة التي تربط بين الاستقرار الأمني وبين تحقيق استمرارية التنمية من جانب، وبين الاستقرار الأمني والاستقرار الاقتصادي من جانب آخر، حتى جعل من دانة الدنيا «دبي»، مركزاً تجارياً رئيساً في المنطقة، وأصبحت دبي أحدث المدن العالمية تطوراً ورقياً، رحمه الله، أدرك إدراكاً تاماً أن تحقيق الاستقرار الأمني هو الداعم الرئيس لتحقيق التنمية الاقتصادية، وأن توافر قوة الأمن تدفع بعجلة التنمية إلى الأمام، ويتحقق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفكري، اعتمد، طيب الله ثراه، على تطبيق الأمن كأساس وقاعدة وفق استراتيجية «المُعلم» الواضحة، معلم الدبلوماسية والعلاقات الدولية والعلاقات الاجتماعية، حقق التنمية الشاملة، وطور كافة المستويات في جميع المجالات، وأمن البنية التحتية، رحمه الله، فكره عالي وواسع ورؤيته واضحة في شتى نواحي الحياه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والتجارية، حول طموحاته إلى واقع ملموس، أقام المشاريع الضخمة وفق أعلى المعايير العالمية بخطط مدروسة، وحقق الإنجازات وصنع تاريخ دانة الدنيا «دبي».

المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، مؤسس إمارة دبي الحديثة وباني نهضتها وتطورها، طيب الله ثراه، أسس قوة أمن نظامية في إمارة دبي في أواخر الستينيات، مهامها وواجباتها ومسؤولياتها حفظ الأمن والنظام وحماية المجتمع، عيوناً لا تنام، تسهر لتراقب حدود إمارة دبي، وتعمل ليلاً ونهاراً لتوفير الأمن والأمان والحماية، كان، رحمه الله، واحداً من أبرز القادة ذكاء وفطنه، درس علوم الدين واللغة العربية والتاريخ والرياضيات والجغرافيا، كانت نظرته نافذة وفكره واسع، أراد لمواكبة تطور دبي، اختيار الشخصية القادرة على التعامل مع المتطلبات الأمنية الداخلية منها والخارجية، فكان اختيار «راشد» لابنه القائد الاستثنائي، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي شغل العديد من المناصب القيادية، فعينه رئيساً للشرطة والأمن العام، وهذا المنصب هو المنصب الأول الذي شغله سموه، حفظه الله، خريج مدرسة راشد الفكر، طيّب الله ثراه، واهتم وطور سموه من جهاز الشرطة، ليواكب حركة التعمير والتطور والعمران والبناء في إمارة دبي، التي بناها والده الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، كما شغل سموه، حفظه الله، منصب وزير الدفاع، فأصبح سموه أصغر وزير للدفاع على مستوى العالم.

الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، تنوعت اهتماماته، ركز على القطاع الحكومي والقطاع الخاص، لتحقيق التنمية، واهتم بحل المشاكل الاقتصادية بإنشاء العديد من المشاريع لتوفير الحياة الكريمة لكافة المواطنين، وتوفير فرص العمل، التي حققت الرفاهية الاجتماعية، ومن أجل ضمان الاستقرار الاقتصادي والأمن السياسي والاجتماعي، أقام، رحمه الله، علاقات خارجية دبلوماسية قوية مع جميع دول العالم، أساسها السلم والتعاون وحسن الجوار، لأنه لا تنمية دون سلم، إنجازاته كثيرة وكبيرة في جميع المجالات، أنشأ العديد من الموانئ والمصانع، كان قدوة ومُعلماً، علم الناس احترام الوقت الذي كان لديه أغلى من الذهب، حتى أصبح انضباطه للوقت، رحمه الله، يضرب فيه المثل، فيقال «وقت وصولي كوقت راشد»، راشد، رحمه الله، كان يصحو صباح كل يوم قبل بزوغ الفجر، يصلي الفجر ويباشر عمله الجاد، يمضيه حتى ساعة متأخرة من الليل، بإرادة وإصرار وعزيمة، وكان نومه قليلاً، سعياً منه لتحقيق رغبات وأماني وآمال وتطلعات الناس من أجل حياة ومستقبل أفضل، في مجتمع «راشد»، من أقواله المأثورة، رحمه الله «هدفنا عمل جاد.

وسهر متواصل وإحساس متفاعل مع أماني شعبنا وآماله في حياة أفضل ومستقبل زاهر بإذن الله»، أمر بإنشاء المساكن واهتم بتأسيس شركة للكهرباء وشركة التليفون والبرق واللاسلكي، وأقام مشروع المياه العذبة وأنشأ دائرة الأراضي والأملاك، وأقام المستشفيات وأسس البنوك، وافتتح المدارس، واهتم اهتماماً بالغاً بالتعليم لتحقيق أهدافه والوصول إلى ما يبتغيه من تنميه شاملة، سجل، رحمه الله، إنجازات عديدة بإنشاء الموانئ البحرية، لجعل دبي مركزاً عالمياً للملاحة البحرية، وأمر بتشييد مطار دبي، الذي أصبح الآن من أفضل مطارات العالم تطوراً، وهو من اختار موقعه المميز، ليكون في وسط «الدانة»، يربط العالم بعضه ببعض، ويضم مبنى الشيخ «راشد».

ولأن الاتحاد قوة، فقد عمد، طيب الله ثراه، إلى تقوية إمارة دبي، شارك البناء المبارك، جنباً إلى جنب، ويداً بيد، مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، باني نهضة «دولة الإمارات»، وحققا حلمهما، طيب الله ثراهما، بتأسيس دولة الإمارات، فنشأت دولة قوية قوامها اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، التي حظت باحترام المجتمع الدولي، وانطلق الوطن الغالي انطلاقة جبارة، بسواعد أبنائه، وتحققت الآمال والطموحات بفكر وحكمة «زايد و راشد»، طيب الله ثراهما، وأصبحت دولة الإمارات مصدر فخر واعتزاز الأجيال الإماراتية، بماضيها وحاضرها ومستقبلها، ولد الوطن قوياً، وبإذن الله تعالى سيستمر أكثر قوة ، رحمك الله يا راشد وطيب ثراك، فقد كنت حكيم الفكر ونعم المُعلم.