طالعتنا وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة بالأخبار المفجعة والأليمة التالية...
تفجير استهدف مسجداً ببلدة القديح في محافظة القطيف عن طريق إرهابي فجر حزامه الناسف داخل المسجد في صلاة الجمعة.
تفجير استهدف مسجدا للشيعة في العاصمة الكويتية وذهب ضحيته 27 قتيلا.
هجوم إرهابي استهدف فندقين بمدينة سوسة في تونس خلف 27 قتيلاً.
وفاة النائب العام المصري هشام بركات في المستشفى بعد ساعات من إصابته في تفجير إرهابي استهدف موكبه في حي مصر الجديدة في القاهرة.
الإرهاب لغةً : من مصدر أرهب، أي أخاف، ومرادفاتها أفزع وروع ونحو ذلك. قال تعالى: [واضمم إليك جناحك من الرهب](1)، أي الفزع، وقال الأصفهاني: الرهبة والرهب: مخافة مع تحرز واضطراب.
وما زالت أيادي الغدر والإرهاب العابثة تعيث فسادا من قتل وتدمير والتي لا تراعي حُرمة الدماء ولا حُرمة النفس البشرية في هذا الشهر الفضيل وسائر شهور العام. ماذا نريد أكثر مما حدث لكي نقتنع، شعوباً ومجتمعات وحكومات، أن هناك خطراً حقيقياً بات يهدد ويستهدف حياة الأبرياء ويدمر البنى التحتية للدول، ويزعزع الأمن والاستقرار بل وأساس الوجود.
إن الإرهاب لا دين له ولا وطن له ولا حضارة ولا يصح نسبة أي عمل إرهابي للإسلام، وترفضها الأديان وحتى الإنسانية. فتحاول الجماعات الضالة صبغ الإرهاب والتطرف بصبغة إسلامية وهو تعدٍّ سافر وصريح على الشريعة الإسلامية ظلماً وعدواناً باسم الإسلام؛ فالإسلام منهم براء. وهو فعل جماعات وأحزاب لا تمثل المذاهب والأديان..
وإنما تمثّل أنفسها وأتباعها بأعمالها الوحشيّة الهادفة من ورائها للسلطة والسيطرة والنفوذ، فالأحزاب والجماعات المتطرّفة لا تختزل شعوبها ومذاهبها وأديانها.
وعليه يجب أن ندرك جميعا كوسائل إعلام وأسر ومجتمعات وأفراد وعلماء ومشايخ وأصحاب أقلام هذا الخطر الهالك ونعد العدة لمواجهة هذا العمل الشنيع والفكر الإرهابي وترسيخ مفهوم التسامح الديني فهو مسؤولية الجميع. لأن الإرهاب له هوية واحدة فقط لا غير وهي استخدام قتل المدنيين الأبرياء كوسيلة لإرهاب الشعوب ونشر الفوضى وتدمير البنى التحتية وهو عمل إجرامي، لا مسيحي ولا إسلامي، لا شيعي ولا سنّي وقد شرح الإسلام للعالم وجهة نظره حول هذا المفهوم.
البيت هو الأساس والموجه الأول، وهو المدرسة المهمة في تنشئة الأجيال، فمنه تستخرج ثمرات أي مجتمع ليستفيد منها القاصي والداني، حري بنا غرس المعتقد الحق في نفوس الناشئة فالمعتقد الحق هو الذي يوجه أفعال الناس وتصرفاتهم.
كذلك من هذه الطرق لمواجهة هذا الفكر وجوب وحدة الكلمة بين المجتمعات، والبعد عن الخلافات، والقضاء على الفرقة بين العلماء وطلبة العلم، وأن يكون الجميع يداً واحدة في جمع الصف، ولم الشمل، وتكاتف الجهود، والوقوف صفاً واحداً ضد كل التيارات والأفكار المنحرفة الدخيلة على شريعة الإسلام.
وكذلك توعية أفراد المجتمع بأهمية الأمن في حياة الناس، وأن المحافظة عليه مطلب شرعي كبير، وضرورة هامة للمجتمع، وأن ضياعه ضياع للدين، والعلم، والأنفس، والأعراض، والأرزاق.
وفي الختام أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يكفينا شر الأشرار ومكر الفجار، وأن يحفظ وطننا العزيز وسائر الأوطان وبلاد المسلمين من كل شر وفتنة، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء .