لعل معظم الكتاب يتساءلون هل الانقطاع عن الكتابة يجعلهم بعيدين عن القراء؟! أم أن ذاكرة القراء تحفظ ما كُتب سابقاً، لعل هذه التساؤلات في محلها.
من المرجح أن الإنسان ليس آلة تسيرها طاقة ما، بل هو مجموعة مــــعقدة من الأجزاء بدءاً بالعقل والعاطفة وانتهاء بما يملكه من مقدرات مكنونة من المعرفة والعلم والتراكم المعرفي، تظل في حالة كمون شتوي إلى أن يطلبها الإنسان.
ومن المعلوم إعلامياً واجتماعياً واقتصادياً أن العالم في حالة تغير دائم، ولا يمكن أن تتوقف لحظة واحدة، بل هي في حركة دائبة، وكأنها الدم في جسم الإنسان، ومن خلالها ينقل الأوكسجين والغذاء الذي يحتاجه الإنسان.
في فصل الصيف يحتاج الجميع إلى الراحة والخروج من الدائرة اليومية للحياة، والذهاب إلى أماكن جديدة وهناك سيجد أن سلوك البشر وثقافتهم تختلف من بلد إلى آخر، إلا أن الخطوط الحمراء والتي لا يمكن تجاوزها موجودة، وكل من يحاول تخطيها سيلقى عقوبات أو إنذارات حسب الخطوة التي قام بها؟!
قلت ما سبق تمهيدا لذكر ما جرى، فقد كنت في إحدى المدن المكتظة بالسكان أراقب سلوك البشر، سواء في الشوارع أو الحدائق والمتنزهات أو في المحلات الكبرى، فذاك الذي يفحص ما يود شراءه بدقة شديدة، بدءاً من السعر إلى الخامات التي تتشكل منها البضاعة، من الملابس إلى الساعات إلى الأجهزة الأخرى. وكم من فرد يكون مغرماً بشراء العديد من الساعات أو غيرها.
وكم من فرد منّا فاته الإفــطار نتيجة لعدم الالتزام بالوقت، أو لأنه لا يرغب في الطعام فقـــط!! معتمداً على وجود العـــديد من المـــقاهي التي تقدم ما طاب ولذ من المأكولات.
وعلى سبيل المثال فإن الإنسان في اليابان دقيق في تنقله، فالثانية لا تنتظر من يتأخر والوقت من ذهب كما يقال عند بعض الثقافات.
في فصل الصيف تزداد الهجرة إلى الأماكن الباردة في كل أنحاء العالم، وهذه السنة غزت الحرارة العالية معظم البلدان، بما فيها تلك المعروفة بالبرودة والأمطار الخفيفة، وليست تلك التي تجرف كل ما يقف أمامها، من محاولة لوقف التدفق.
أحد الأخوة نظر إلى أصحابه قائلاً: استعدوا للعودة إلى الغرف المكيفة والسيارات وغيرها من الأماكن، ويبدو أنكم جلبتم معكم الحر إلى هذه المناطق!!
فالشمس ساطعة وهي التي يرحب بها السكان في تلك البلدان، وأنتم تبحثون عن النسمات الباردة، ولكن هيهات أن تتحقق تلك الأحلام وربما تكون أحلام يقظة.